تعزيز الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات في مكافحة خطاب الكراهية

قرار اتخذته الجمعية العامة في 21 تموز/ يوليو 2021

الدورة الخامسة والسبعون

إن الجمعية العامة،

إذ تؤكد من جديد التزام جميع الدول بموجب ميثاق الأمم المتحدة بتعزيز وتشجيع احترام جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية والتقيد بها على الصعيد العالمي دون تمييز على أساس الدين أو المعتقد أو غيرهما،

وإذ تشير إلى المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية(1) والمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان(2) وغيرهما من أحكام حقوق الإنسان ذات الصلة،

وإذ تشير أيضًا إلى قرارها 36/ 55 المؤرخ تشرين الثاني/ نوفمبر 1981 الذي أصدرت بموجبه الإعلان المعلق بالقضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد،

وإذ تسلم بأهمية الإعلان وبرنامج العمل المتعلقين بثقافة السلام(3) واللذين يمثلان تكليفًا من العالم للمجتمع الدولي، وبخاصة منظومة الأمم المتحدة، بالترويج لثقافة السلام ونبذ العنف التي تعود بالنفع على البشرية، وبخاصة الأجيال المقبلة،

وإذ تؤكد من جديد ما يقع على الدول الأعضاء من واجب حظر التمييز والعنف على أساس الدين أو المعتقد وتنفيذ تدابير تضمن المساواة بين الحماية القانونية الفعالة،

وإذ ترحب في هذا الصدد بجميع المبادرات الدولية والإقليمية والوطنية، فضلًا عن الجهود التي تبذلها الزعامات الدينية وغيرها في سبيل النهوض بالحوار بين الأديان والثقافات،

وإذ تؤكد من جديد الدور الإيجابي الذي يمكن أن تؤديه ممارسة الحق في حرية الرأي والتعبير والاحترام الكامل لحرية التماس المعلومات وتلقيها ونقلها في ترسيخ الديمقراطية ومناهضة التعصب الديني،

وإذ تؤكد من جديد كذلك أن ممارسة الحق في حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة وفقًا للمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية،

وإذ تشير إلى المادة 20 (2) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تنص على أن أي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداء أو العنف محظورة بموجب القانون،

وإذ تسلم بالتزام جميع الأديان بالسلام، وبالإسهام الذي يمكن أن يقدمه الحوار الديني والثقافي بين الأديان والجماعات والأفراد، ولا سيما الزعامات الدينيةـ في تحسين إدراك وفهم القيم المشتركة بين البشر كافة،

وإذ تستنكر بشدة جميع أعمال العنف الموجهة ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقدهم، وكذلك أي أعمال من هذا القبيل ترتكب ضد منازلهم، أو أعمالهم، أو ممتلكاتهم، أو مدارسهم، أو مراكزهم الثقافية أو الأماكن التي يتعبدون فيها، وجميع الاعتداءات على الأماكن والمواقع والمزارات الدينية أو داخلها التي تشكل انتهاكًا للقانون الدولي،

وإذ تعرب عن القلق من تنامي مظاهر التعصب القائم على أساس الدين أو المعتقد التي يمكن أن تولد الكراهية والعنف بين الأفراد الوافدين من شتى البلدان وداخل البلدان ويكم أن تترتب عليها آثار خطيرة على الصعد الوطني والإقليمي والدولي، وإذ تشدد في هذا الصدد على أهمية احترام التنوع الديني والثقافي والحوار بين الأديان والعقائد الدينية والثقافات، بغرض النهوض بثقافة قوامها التسامح والاحترام بين الأفراد والمجتمعات والأمم،

وإذ تنوه بالجهود التي تبذلها منظومة الأمم المتحدة في المساعدة على مكافحة انتشار خطاب الكراهية والمعلومات الخاطئة والمضللةـ، بما في ذلك أثناء جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد ـ 19)، عن طريق تبادل المعلومات الدقيقة والوجيهة في الوقت المناسب وبلغات متعددة على نحو ما يتجلى في مبادرة التواصل الإعلامي التي وضعتها إجارة التواصل العالمي بالأمانة العامة لمواجهة جائحة كوفيد 19،

وإذ تضع في اعتبارها الاحتفال باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد، الذي يساهم في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات،

وإذ تعرب عن القلق البالغ من جميع مظاهر خطاب الكراهية الذي يقوض روح التسامح واحترام التنوع وبشكل أحد أسباب القلق الخطيرة لدى جميع الدول الأعضاء، واقتناعًا منها بعدم وجود مبرر لذلك الخطاب، أيًا كامن بواعثه،

وإذ تسلط الضوء على مظاهر القلق في العالم من شدة تفشي خطاب الكراهية والمعلومات المضللة والخاطئة وانتشارها، مما يقوي ضرورة القيام في الوقت المناسب بنشر معلومات دقيقة تتبني على الحقائق العلمية وتكون موجهة وواضحة وفي المتناول وتعمم بلفات متعددة، وإذ تشدد على ضرورة أن تتكاتف الدول الأعضاء جميعها في مواجهة مشكلة نشر المعلومات الخاطئة والمضللةـ

وإذ تحيط علمًا بالبيان الأقاليمي بشأن “الوباء المعلوماتي” في سياق جائحة كوفيد – 19 الذي أهاب بالدول الأعضاء إلى مكافحة “الوباء المعلوماتي” لبناء عالم أوفر صحة وأكثر إنصافًا وأشد عدلًا وأقدر على الصمود،

وإذ تشدد على أن للدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والهيئات الدينية ووسائط الإعلام والمجتمع المدني ككل دورًا مهمًا في تعزيز التسامح واحترام التنوع الديني والثقافي وفي تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها على الصعيد العالمي، بما في ذلك حرية الدين أو المعتقد،

وإذ تسلم أيضًا بالدور الذي يؤديه العديد من الزعماء الدينيين والمنظمات الدينية، عن طريق المجاهرة بمناوءتهم لخطاب الكراهية ونشر المعلومات الخاطئة والمضللة، والتعبير عن تضامنهم مع المستهدفين بها، وتعزيز الرسائل التي تهدف إلى الحد من التمييز والوصم،

وإذ تسلم أيضًا بالدور القيادي الذي تنهض به الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة والعمل الذي يضطلع به تحالف الأمم المتحدة للحضارات في تعزيز الحوار بين الثقافات وإسهامهما في النهوض بالحوار بين الأديان وكذلك ما يقومان به من أنشطة تتصل بترسيخ ثقافة السلام ونبذ العنف وتركيزهما على اتخاذ إجراءات محددة في هذا الشأن على مل من الصعيد العالمي والإقليمي ودون الإقليمي،

إذ تشير إلى الدور الذي تضطلع به المستشارة الخاصة للأمين العام المعنية بمنع الإبادة الجماعية في تنفيذ استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية في سياق الجهود الرامية إلى التصدي لخطاب الكراهية ومكافحته،

وإذ تشير ايضًا إلى خطة عمل الرباط بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية القومية أو العرقية أو الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف(4)،

وإذ تشير كذلك إلى خطة عمل القيادات والجهات الفاعلة الدينية لمنع التحريض على العنف المحتمل أن يؤدي إلى جرائم وحشية، التي تعرف أيضًا باسم خطة عمل فاس، وبخطة العمل لحماية المواقع الدينية،

وإذ تشير إلى نداء الأمين العام الخاص الذي وجهه إلى الزعماء الدينيين لتوحيد قواهم والعمل من أجل السلام والتركيز على معركة العالم المشتركة من أجل جحر جائحة كوفيد – 19، ومذكرة الأمم المتحدة التوجيهية بشأن التصدي لخطاب الكراهية ذي الصلة بجائحة كوفيد – 19 والتصدي له و “الدعوة إلى الاحترام المتبادل” الموجهة من الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات،

وإذ تسلم بأنّ التنوع الثقافي وسعي جميع الشعوب والبلدان إلى تحقيق التنمية الثقافية هما من مصادر الإثراء المتبادل للحياة الثقافية للبشر،

1 – تسلم بأهمية الحوار بين الأديان والثقافات ومساهمته القيمة في تعزيز التلاحم الاجتماعي وتحقيق السلام والتنمية، وتهيب بالدول الأعضاء إلى اعتبار الحوار بين الأديان والثقافات حسب الاقتضاء وحيثما انطبق، أداة مهمة في الجهود الرامية إلى تحقيق السلام وإرساء الاستقرار الاجتماعي وبلوغ كامل الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليًا،

2 – تقرر أن تعلن يوم 18 حزيران/ يونيو اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهيةـ وأن تحتفل به سنويًا،

3 – تدعو جميع الدول الأعضاء، ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة ووكالاتها، والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص، والأفراد، وسائر الجهات المعنية صاحبة المصلحة، إلى الاحتفال على الوجه اللائق باليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية، على أن تغطى تكاليف الاحتفال من التبرعات حصرًا؛

4 – تدعو جميع الدول الأعضاء إلى مواصلة تعزيز ثقافي السلام للمساعدة على كفالة إحلال السلام تحقيق التنمية المستدامة، وذلك بسبل منها الاحتفال بالأيام الدولية والإقليمية الوطنية في هذا الصدد وحشد جهود المجتمع الدولي لتعزيز السلام والتسامح والتفاهم والتضامن واحتضان الجميع،

5 – تدين أي دعوة إلى الكراهية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف، سواء أكان ذلك باستعمال الوسائل المطبوعة أم الوسائل السمعية البصرية أم الإلكترونية أم وسائل التواصل الاجتماعي أم أي وسيلة أخرى،

6 – تعرب عن قلقها من التزايد المتواصل في شتى أصقاع العالم في حوادث التعصب العنصري والديني والتمييز وما ستصل ذلك من عنف والقولبه العنصرية والدينية السلبية، وتدين في هذا السياق أيه دعوة على المراعية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف، وتحق الدول على أن تتخذ تدابير فعالة، تتفق والتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، للتصدي لهذ الحوادث ومكافحتها،

7 – تشدد على أن حرية الدين أو المعتقد وحرية الرأي والتعبير والحق في التجمع السلمي والحق في حرية تكوين الجمعيات هي حريات وحقوق مترابطة ومتشابكة يعزز بعضها بعضًا، وتؤكد الدور الذي يمكن أن تؤديه ممارسة تلك الحقوق في التصدي لجميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد،

8 – تحيط علمًا باستراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية، اللتين يقترح فيهما أن تقيم منظومة الأمم المتحدة شراكات مع وسائك الإلام الجديدة والتقليدية وتعززها من أحل الترويج لقيم التسامح وعدم التمييز والتعددية وحرية الرأي والتعبير، وللتصدي لخطاب الكراهية،

9 – تشجع الدول الأعضاء على النظر، حسب الاقتضاء، في اتخاذ مبادرات تحدد المجالات التي يتعين فيها اتخاذ إجراءات عملية في جميع قطاعات المجتمع وعلى كافة مستوياته من أجل النهوض بالجوار بين الأديان والثقافات وتعزيز التسامح والتفاهم والتعاون،

10 – تهيب بالدول الأعضاء أن تتعاون مع جميع الجهات المعنية صاحبة المصلحة على تعزيز قيم الحوار بين الأديان والثقافات والاحترام وقبول الاختلاف والتسامح واحترام التنوع والتعايش والتساكن في سلام واحتضان الجميع واحترام حقوق الإنسان ورفض نشر خطاب الكراهية الذي يشكل تحريضًا على التمييز والعداوة والعنف،

11 – تشجيع جميع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية على اذكاء وعي الجماهير وتنبيهها إلى أخطار التعصب والعنف الطائفي وعلى الاستجابة بتجديد الالتزام والعمل دعمًا لتعزيز التسامح وحقوق الإنسان، وتدعوها إلى مواصلة التركيز على أهمية التعاون والتفاهم والحوار في كفالة تعزيز قيم الاعتدال والتسامح واحترام حقوق الإنسان،

12 – تطلب إلى رئيس الجمعية العامة أن يعقد اجتماعًا رفيع المستوى غير رسمي في 18 حزيران/ يونيو 2022 احتفالًا باليوم الدولي الأول لمكافحة خطاب الكراهية للمساهمة في قيادة الدعم السياسي لوضع استراتيجيات لتعيين خطاب الكراهية والتصدي له ومكافحته على الصعيدين الوطني والعالمي، واضعًا نصب عينيه، حسب الاقتضاء، استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية،

13 – تشجع الدول الأعضاء على التركيز على تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، واحترام التنوع، والقضاء على التمييز القائم على أساس الدين أو المعتقد، مع التشديد على أهمية التعليم والثقافة والسلام والتسامح والتفاهم وحقوق الإنسان،

14 – تدعو الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم، وفقًا للالتزامات الدولية ذات الصلة بالموضوع، لاستحداث نظم شفافة سهلة المنال تخصص لتحديد البيانات المتعلقة بخطاب الكراهية وتعقبها وتجمعيها وتحليل اتجاهات ذلك الخطاب، سواء على مستوى التواصل الشخصي المباشر أن في الوسائل الرقميةـ على الصعيد الوطني ككل، حسب الاقتضاءـ وذلك لدعم مبادرات التصدي الفعالة،

15 – تدعو أيضًا الدول الأعضاء إلى مواصلة تعزيز المصالح من أحل المساعدة في كفالة تحقق السلام الدائم والتنمية المستدامة، وتشجيع الزعامات الدينية والمجتمعية على الانخراط في الحوار بين مكونات الدين الواحد وفينا بين الأديان من أجل التصدي للتحريض على العنف والتمييز وخطاب الكراهية،

16 – تهيب بالدول الأعضاء التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن مكافحة التمييز وخطاب الكراهية، وجميع الجهات الفاعلة المعنية، بما يشمل القادة السياسيين والزعماء الدينيين، إلى تعزيز الإدماج والوحدة في مواجهة جائحة كوفيد – 19 ومناهضة العنصرية وكره الأجانب وخطاب الكراهية والعنف والوصم والتمييز، بما في ذلك على أساس العمر، واتخاذ إجراءات حازمة ضدها،

17 – ترحب بإعلان الأسبوع الأول من شهر شباط / فبراير من كل عام اسبوعًا للوئام العالمي بين الأديان شاملًا جميع الأديان والمذاهب والمعتقدات،

18 – تحيط علمًا بالجهود العالمية المبذولة لدعم تنفيذ خطة العمل التي وضعها الأمين العام الموجهة للقيادات والجهات الفاعلة الدينية لمنع التحريض على العنف المحتمل أن يؤدي إلى جرائم وحشية، والتي تسمى أيضًا خطة عمل فاس، واستراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية، وخطة العمل التي وضعها الأمين العام لحماية المواقع الدينية،

19 – تدعو جميع الدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والمنظمات عير الحكومية وغيرها من الجهات المعنية صاخبة المصلحة إلى تعزيز فهمها لخطة عمل القيادات والجهات الفاعلة الدينية لمنع التحريض على العنف المحتمل أن يؤدي إلى جرائم وحشية، التي تعرف أيضًا باسم خطة عمل فاس، وخطة العمل بشأن خطاب الكراهية، وسائر المبادرات التي تشجع على التسامح والتفاهم.

الهوامش:

1. انظر القرار 2200 ألف (د ـ 21)، المرفق.

2. القرار 217 ألف (د ـ 3).

3. القراران 53/243 ألف وباء.

4. A/HRC/22/17/ADD.4، التذييل.

https://bit.ly/46rWrIG