دراسة خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام السوري

 جدول المحتويات

مُلخص الدراسة

أولًا: المقدمة

ثانيًا: مُشكلة الدراسة

ثالثًا: أهداف الدراسة

رابعًا: أهمية الدراسة

خامسًا: الدراسات السابقة

سادسًا: متغيرات الدراسة

سابعًا: فرضيات الدراسة

ثامنًا: حدود الدراسة

تاسعًا: منهج الدراسة

عاشرًا: مجتمع وعينة الدراسة

الحادي عشر: مصادر البيانات

الثاني عشر: عملية الرصد

الثالث عشر: تحليل البيانات

الرابع عشر: التعريفات الإجرائية

الخامس عشر: نتائج الدراسة

  1. الفرضية الأولى:
  2. الفرضية الثانية:
  3. كلمات الكراهية الأكثر استخدامًا في الإعلام السوري تبعًا للاتجاه السياسي

السادس عشر: التوصيات

السابع عشر: ملحق الدراسة

مُلخص الدراسة:

أطلق (المركز السوري للإعلام وحرية التعبير) في النصف الثاني من العام 2017 مشروع “مرصد خطاب الكراهية والتحريض على العنف”، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وذلك لرصد محتوى وسائل الإعلام السورية عن طريق مجموعة من الصحفيين السوريين المدربين كراصدين، لتقييم مدى استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام السوري وفق دراسة منهجية.

اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي والمنهج المقارن للوصول إلى النتائج، كما استخدمت أسلوب العينة الحصصية لاختيار (24) وسيلة إعلام تمثل مجتمع البحث المكون من وسائل الإعلام السورية بمختلف أنماطها (مقروء، مرئي، مسموع)، وعلى اختلاف توجهاتها السياسية (موالية، معارضة، كردية). وتمثلت أداة البحث في استمارة إلكترونية للرصد تم تصميمها وفقًا لمتطلباته، ومعالجتها برمجيًا بناءً على طبيعة وسائل الإعلام بمختلف أنماطها، حيث تم تخصيص استمارة لرصد كل نمط إعلامي، وبعد انتهاء عملية الرصد جرت مراجعة الاستمارات من قبل فريق متخصص، وذلك للتأكد من كلمات وعبارات الكراهية والسياق الذي وردت فيه، وبنتيجة المراجعة تم اعتماد( 3258) استمارة موزعة على الشكل التالي: (1962) استمارة للإعلام المقروء، (654) للإعلام المرئي (642) للإعلام المسموع.

تم تحليل البيانات باستخدام برنامج (إكسل)، حيث تم اعتماد طرق الإحصاء الوصفي للوصول إلى نتائج الدراسة، وأبرزها:

  • تستخدم وسائل الإعلام السورية على اختلاف أنماطها (مقروء، مسموع، مرئي) وعلى اختلاف توجهاتها السياسية (معارضة، موالية، كردية) خطاب الكراهية والتحريض على العنف، حيث بلغ متوسط استخدام خطاب الكراهية في الإعلام السوري (23.5%) كنسبة من المحتوى الإعلامي لعينة الدراسة.
  • أعلى نسب استخدام لخطاب الكراهية، بحسب النمط الإعلامي، كانت من نصيب وسائل الإعلام المرئي، حيث بلغ متوسط استخدامها لخطاب الكراهية والتحريض على العنف (34.9%) كنسبة من المحتوى الإعلامي الذي تقدمه، وبلغت نسبة مساهمتها في إجمالي نسبة استخدام خطاب الكراهية للعينة (32.2%).
  • توجد فروقات في مدى استخدام وسائل الإعلام السورية لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، تبعًا للتوجه السياسي (معارضة، موالية، كردية)، فقد كان متوسط الاستخدام الأكبر لدى وسائل الإعلام الموالية، والذي بلغ (27.4%) كنسبة من إجمالي المحتوى الإعلامي الذي تقدمه هذه الوسائل.
  • توصلت الدراسة من خلال تفريغ استمارات الرصد المحتوية على خطاب كراهية وتحريض على العنف إلى جمع المفرداتوالعبارات الأكثر استخدامًا في وسائل الإعلام السورية على اختلاف أنماطها (مقروء، مسموع، مرئي)، وتصنيفها بحسب الاتجاه السياسي.

أولًا: المقدمة

استغرق الوصول إلى مفهوم واضح لخطاب الكراهيّة وقتًا طويلًا، وذلك بهدف تحديد تعريف إجرائي لهذا الخطاب بما يتلاءم مع أهداف مشروع (المركز السوري للإعلام وحرية التعبير)، وفي هذا الإطار تسعى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للوصول إلى مثل هذا التعريف من خلال مقاربة مركبة ودقيقة تضمن التوازن بين تأييد حرية التعبير، من حيث حق الأشخاص في التعبير عن أفكارهم بالأشكال المختلفة، وتقييدها في حال تسببها بالإضرار بأشخاص آخرين. كذلك، يدافع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير عن حق الأشخاص والمؤسسات الإعلامية في التعبير، وهو ما ظهر في عدد من إصداراته السابقة التي وثقت التعديات على هذه الحرية1.

وخلال ذلك، كان ضروريًا أن نتوقف أمام عدة حقائق، أولها أنه رغم ما يبدو -للوهلة الأولى- من سهولة تعريف خطاب الكراهية؛ إلا أنه بشكل عام لا يوجد اتفاق عالمي حول تعريف محدد له، الأمر الذي يخلق صعوبة في وضع أساس مشترك واحد، ولكنه يمنح في الوقت نفسه الباحثين المرونة العلمية الكافية لتحديد المدخل الخاص بالنظر لهذا المفهوم وفقًا لأهداف كل بحث وطرقه وآلياته. وإلى حد كبير، كانت صياغة تعريف واضح لخطاب الكراهية ومحدداته تحديًا، فالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وغالبية المواثيق الحقوقية لم تتضمن تفصيلًا لخطاب الكراهية كما يشير تقرير “التحريض على الكراهية العنصرية والدينية وتعزيز التسامح” للمفوضية السامية لحقوق الإنسان عام 2006.

ورغم غياب التعريف الواضح في البداية؛ إلا أن التشريعات الدولية لم تنف كون خطاب الكراهية جريمة، وهو ما تذكره المادة (20) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي تدعو إلى الحظر القانوني لأية دعوة إلى الحرب أو إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة، كذلك المادة (4) من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والتي تح رّم التعبير بواسطة أفكار تنم عن تفوق أو دونية الأشخاص المصنفين “عنصريًا”.

واصطدمت محاولة ضبط مفهوم خطاب الكراهية باحتماليّة التعدّي على حريّة التعبير، ولذا يهتم (المركز السوري للإعلام وحرية التعبير) بالتصدي لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، وبالقدر نفسه، يرفض أيّ اعتداء على حرية التعبير .كذلك، تدافع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن الموقف الذي يرى أن التدفق الحر للمعلومات يجب أن يكون دائمًا هو القاعدة وليس الاستثناء. وظل التعارض المحتمل بين حرية التعبير والتحريض على العنف أو الكراهية محل قلق المشُرّع الدولي إلى أن قدمت المادة (19) المعنية بتعزيز حرية التعبير “مبادئ كامدن” عام 2009 باعتبارها تفسيرًا متقدمًا يتفادى التعارض المُحتمل بين حرية التعبير وخطاب الكراهية والحض على العنف.

وتشرح “مبادئ كامدن” كلمتي “الكراهية” و”العداء”: بأنهما تشيران إلى “مشاعر قوية وغير عقلانية من الازدراء والعداوة والبغضاء تجاه المجموعة المستهدفة”، أما كلمة “دعوة” إلى العنف أو الكراهية فتعني -وفق مبادىء كامدن- “وجود نّية لترويج البغض للفئة المستهدفة وبطريقة علنية”، وأن كلمة “تحريض” تشير إلى “التصريحات حول المجموعات القومية أو العرقية أو الدينية، والتي تؤدي إلى خطر وشيك لوقوع التمييز أو العدائية أو العنف ضد أشخاص ينتمون إلى هذه المجموعات”. ويحدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن بعض خطابات الكراهية تستلزم متابعة جنائية، وغيرها يتطلب التعقب عبر قضايا مدنية، فيما تظل بعض خطابات الكراهية مثيرة للقلق.

وفي السياق السوري، تحظر المادة (12) من قانون الإعلام السوري الصادر وفق المرسوم التشريعي رقم 108 للعام 2011 على الوسائل الإعلامية نشر أي محتوى من شأنه المساس بـ” الوحدة الوطنية والأمن الوطني أو الإساءة إلى الديانات السماوية والمعتقدات الدينية أو إثارة النعرات الطائفية أو المذهبية، أو ما من شأنه التح ريض على ارتكاب الجرائم وأعمال العنف والإرهاب أو التحريض على الكراهية والعنصرية”. ويعاقب القانون السوري، بالحكم الوارد في قانون العقوبات، كل من ارتكب فعل قدح أو ذم بواسطة وسيلة إعلامية، على أن تكون الغرامة من مئتي ألف إلى مليون ليرة سورية. كما صدر المرسوم التّشريعي رقم 17 للعام 2012 المتّعلق بتطبيق أحكام قانون التّواصل على الشّبكة ومكافحة الجريمة المعلوماتيّة والمتضمّن 36 مادة، والهادف إلى تنظيم التّواصل على الشّبكة ومكافحة الجريمة الإلكترونية وتحديد مسؤوليّات مقدّمي الخدمات على شبكات المعلوماتيّة، بما فيها الإنترنت وخدمات الهاتف الخلويّ، وتوصيف الجرائم المتّعلقة باستخدام شبكات المعلومات، كما يفرض عقوبات جزائيّة على من يرتكب الجريمة المعلوماتيّة، حيث تم إصدار قرار في العام 2018 بإحداث محاكم مختصة بهذا النوع، وأن تكون بجميع درجات التقاض ي بدءًا من مرحلة الصلح والبداية إلى النقض، بما فيها محكمة جنايات المعلوماتية. وبقدر ما تبدو تلك التشريعات مصممة لضبط استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف ضمن وسائل الإعلام؛ إلا أنها قد توظف سياسيًا للحد من حرية التعبير وقمع الآراء، خاصة المعارضة، وذلك عبر استخدامها لمصطلحات عامة وغير محددة كـ (الوحدة الوطنية، الأمن الوطني، الأمن القومي، إلخ…).

بالمقابل، لا يوجد أي حظر قانوني للتحريض على الكراهية في القوانين الوطنية لمعظم دول العالم، وهي النقطة التي أثارتها حلقات عمل الخبراء للتصدي لخطاب التحريض على الكراهية التي نظمتها المفوضية السامية للأمم المتحدة في مناطق العالم عام 2011. وأشارت “خطة عمل الرباط” إلى أن الممارسات السائدة في استخدام التشريعات الوطنية غالبًا ما تكون؛ إما انعدام المحاكمات لدعاة التحريض الحقيقين أو استخدام التشريعات المناهضة للكراهية في التضييق على الأقليات تحت ستار القوانين التحريضية الوطنية. وأشارت “خطة الرباط” أيضًا إلى قصور التشريعات الوطنية في غالبية البلدان عن تناول أشكال خطاب الكراهية، ليقتصر على الكراهية المبنية على التمييز الديني أو العرقي، أو أنها تُستخدم بشكل انتقائي غالبًا لصالح الدولة. الأمر نفسه أورده تقرير “مكافحة خطاب الكراهية على الإنترنت” الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 2015، حول أن “خطاب الكراهية ما يزال مستعملًا بشكل واسع في الخطاب اليومي كمصطلح عام وشامل يخلط بين التهديدات الملموسة لأمن الأفراد والجماعات، والحالات التي يعبر فيها الناس عن غضبهم من السلطة فقط”. ومؤخرًا، بدأ عدد من دول المنطقة العربية في اقتراح وإصدار تشريعات يُفترض أن تساعد على الحد من خطاب الكراهية؛ منها المرسوم الرئاس ي في الإمارات العربية رقم (2) لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، والذي يقضي “بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير”، إضافة إلى مشروع القانون الذي اقترحه الأزهر في مصر في يوليو/ تموز 2017 لمكافحة الكراهية والعنف باسم الدين.

ثانيًا: مُشكلة الدراسة

تُظهر تقارير الرصد الإعلامي التي أُجريت في عدة دول عربية أن خطاب الكراهية في إعلام المنطقة بات في تزايد بعد الحراك السياس ي في العام 2011، وما قابله من عنف الأنظمة الحاكمة الذي ساهم بخلق صراعات دامية زاد في تعقيدها طبيعة البنى الطائفية والعشائرية للمجتمعات العربية، إضافة إلى التدخلات الإقليمية والدولية. على سبيل المثال، في تونس أظهرت نتائج الرصد للإعلام التونسي المكتوب من خلال “المجموعة العربية لرصد الإعلام” في العام 2013؛ أن نسبة انتشار خطاب الكراهية في الصحف الناطقة باللغة العربية بلغت (90.3%) و(13%) من خطابات الكراهية المرصودة تضمنت دعوات صريحة أو مبطنة للعنف. وفي اليمن احتل التحريض (86.3%) من المساحة التحريرية التي رصدتها “المؤسسة الوطنية للتنمية وحقوق الإنسان” خلال العام 2013، وفي العام ذاته أظهرت دراسة “وسائل الإعلام المرئي والمعايير الأخلاقية” التي أجرتها “الشبكة العربية لدعم الإعلام” على عينة من قنوات التلفزة المصرية أن جميع مفردات العينة ارتكبت أخطاء مهنية جسيمة ترقى إلى مستوى ترويج خطاب الكراهية والحض على العنف.

وعليه أطلق (المركز السوري للإعلام وحرية التعبير) في النصف الثاني من العام 2017 مشروع “مرصد خطاب الكراهية والتحريض على العنف”، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)؛ وذلك لرصد محتوى وسائل الإعلام السورية عن طريق مجموعة من الصحفيين السوريين المدربين كراصدين، لتقييم مدى استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام السوري. حيث قام المشروع على مرحلتين: المرحلة الأولى وتم خلالها تحضير منهجية الرصد وتدريب الراصدين عليها وعلى أدوات الرصد وآلياته، وفي المرحلة الثانية تم القيام بعملية الرصد واستخلاص النتائج التي تمثل إجابات عن الأسئلة التي طرحها المشروع حول الإعلام السوري، حيث يعكس إشكالية هذه الدراسة ويعبر عنها سؤال رئيسي، وهو:

هل تستخدم وسائل الإعلام السورية (المقروءة والمسموعة والمرئية) على اختلاف توجهاتها السياسية (موالية للنظام، معارضة للنظام، كردية) خطاب الكراهية والتحريض على العنف؟ ويتفرع عن السؤال الرئيسي الأسئلة الفرعية التالية:

  1. أي من وسائل الإعلام السورية هي الأكثر استخدامًا لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، تبعًا للنمط الإعلامي (مقروء، مسموع، مرئي)؟
  2. أي من وسائل الإعلام السورية هي الأكثر استخدامًا لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، تبعًا للتوجه السياسي (موالية للنظام، معارضة للنظام، كردية)؟
  3. ماهي مفردات الكراهية والتحريض على العنف الأكثر استخدامًا في الإعلام السوري إجمالًا؟

 ثالثًا: أهداف الدراسة

يسعى “مرصد خطاب الكراهية والتحريض على العنف” إلى بناء شراكة أوسع مع وسائل الإعلام المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني من أجل البناء على الخبرات والمساعي السابقة في تنفيذ هذا المشروع، لتحقيق الأهداف التالية:

  1. تقييم مدى استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام السوري.
  2. رفع الوعي في المجتمع الإعلامي السوري حول أسباب استخدام هذا الخطاب وأشكاله وعواقبه، وطرق التعامل مع هذه القضية.
  3. إنشاء أدوات ومعايير للحد من استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
رابعًا: أهمية الدراسة

تنبع أهمية هذه الدراسة من الناحية العلمية كونها من أوائل الدراسات التي تتناول خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام السوري على اختلاف أنواعه وتوجهاته السياسية، كما تندرج هذه الدراسة تحت خانة الدراسات التأسيسية والاستطلاعية، والتي تمهد وتؤسس لحقل بحثي جديد في مجال الدراسات الإعلامية السورية، لذا فهي تعد أرضية صلبة يمكن الاستناد عليها لتقييم أداء هذا الإعلام، وخصوصًا بعد الطفرة التي أوجدت المئات من وسائل الإعلام السوري بعد العام 2011، ومن ثم تصميم برامج تساهم في رفع كفاءة الإعلام السوري والحد من تأثير ظاهرة استخدام هذا الخطاب المدمر على المجتمع السوري كخطوة جديدة نحو تحقيق السلم الأهلي في البلاد، وتهيئة بيئة ديمقراطية تزدهر فيها حرية التعبير.

خامسًا: الدراسات السابقة

تكاد الدراسات التي تناولت خطاب الكراهية تكون نادرة في الحقل الإعلامي السوري، ولذلك فقد اعتمد المركز السوري للإعلام وحرية التعبير على خبراته السابقة في الرصد الإعلامي كمرتكز علمي في صياغة منهجية هذا المشروع، بالإضافة إلى التقارير التي لخّصت الخبرات الإقليمية والدولية في مجال رصد خطاب الكراهية في المحتوى الإعلامي، وهي:

  1. تقارير اعتمدت على رصد وسيلة إعلامية واحدة:
    1. رصد المحتوى التليفزيوني في لبنان عبر عدة تقارير أصدرها مركز “مهارات” الإعلامي عن خطابات الكراهية في البرامج الحوارية اللبنانية (2013).
    1. تقرير (ماسبيرو مجرمًا) الصادر عن “مؤسسة حرية الفكر والتعبير” حول تغطية التليفزيون الرسمي لمذبحة 9 أكتوبر/ تشرين الأول واشتباكات شارع محمد محمود( 2011) في مصر.
    1. دراسة (وسائل الإعلام المرئية – المعايير المهنية والأخلاقية) الصادر عن مركز “القاهرة لدراسات حقوق الإنسان” و”الشبكة العربية لدعم الإعلام” عن تغطيات البرامج الحوارية للأحداث العامة (2013).
  2. تقارير ارتكزت إلى محتوى الصحافة المكتوبة سواء مطبوعة أو إليكترونية:
    1. التقرير الإقليمي لرصد خطابات الكراهية في الصحافة المكتوبة في (الجزائر والمغرب وليبيا والأردن) الصادر عن “مرصد الإعلام في شمال أفريقيا والشرق الأوسط” (2016).

                                                                                                         .3

تقارير لرصد أكثر من وسيلة إعلامية معا:

  • تقرير (رصد خطابات الكراهية في الإعلام التونس ي) الصادر عن “مرصد الإعلام في شمال أفريقيا والشرق الأوسط” (2013).
    • دراسة (استخدام لغة العنف في وسائل الإعلام وانعكاساتها على المجتمع اليمني) الصادرة عن “المؤسسة الوطنية للتنمية وحقوق الإنسان في اليمن” (2013).

اهتم المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بالاستفادة من هذه التجارب السابقة، خاصة مع استضافته عددٍ من أصحابها ضمن ورشة خبراء نظّمها في المرحلة التحضيرية للمشروع، والتي أقيمت في برلين في الفترة بين 26 و28 أكتوبر/ تشرين الأول.

سادسًا: متغيرات الدراسة

بالاعتماد على أنواع خطابات الكراهية التي ساقتها “خطة عمل الرباط” من التحريض على العنف أو الكراهية أو العداوة أو التمييز العنصري، وما استقر عليه العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية من صور ثلاث للتحريض الذي يشكل استثناءً على حرية التعبير، وهي: التحريض على العنف، والتحريض على العداء والكراهية، والتحريض على التمييز العنصري، بالإضافة إلى المعايير الستة التي صاغتها (المادة 19) للحكم على تعبير الأشخاص أو الهيئات ما إذا كان يحمل خطاب الكراهية أو الحض على العنف، تم التوصل إلى المتغيرات التالية للدراسة:

1. المتغير التابع: خطاب الكراهية والتحريض على العنف، ويقسم المتغير التابع إلى المتغيرات الفرعية التالية:

  • الدعوة إلى العداء أو الكراهية.
  • السب أو الوصم.
  • إطلاق اتهامات دون سند أو تبرير.
  • التمييز.
  • الحض على العنف أو تبريره.

2. المتغيرات المستقلة: معايير تقييم خطاب الكراهية والحض على العنف:

  • سياق التعبير .
  • الشخص قائل التعبير، أو المتحكم في وسيلة نقله للجمهور.
  • نيّة قائل التعبير.
  • حجم التعبير وطبيعته العامة .
  • إمكانية انتشاره.
  • رجحان حدوث النتائج المترتبة على الحض على العنف.

 سابعًا: فرضيات الدراسة

  1. الفرضية الأولى: تستخدم وسائل الإعلام السورية (المقروءة والمسموعة والمرئية) على اختلاف توجهاتها السياسية (معارضة، موالية، كردية) خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
  2. الفرضية الثانية: توجد فروقات في مدى استخدام وسائل الإعلام السورية لخطاب الكراهية والتحريض على العنف.

وتقسم الفرضية الثانية إلى الفرضيات الفرعية التالية:

  • توجد فروقات في مدى استخدام وسائل الإعلام السورية لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، تبعًا لنوع الوسيلة (مقروءة، مسموعة، مرئية).
  • توجد فروقات في مدى استخدام وسائل الإعلام السورية لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، تبعًا للتوجه السياسي (معارضة، موالية، كردية).
  • توجد فروقات في مدى استخدام وسائل الإعلام الموالية للنظام لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، تبعًا لملكية وسيلة الإعلام (خاص، حكومي.)
ثامنًا: حدود الدراسة

إن لكل دراسة مجموعة من المحددات التي تضبط مجال تحركها، وتتمثل حدود هذه الدراسة في التالي:

1. الحدود المكانية: تقتصر هذه الدراسة على وسائل الإعلام السورية (المقروءة والمسموعة والمرئية)، العاملة ضمن الأراضي السورية أو خارجها.

2. الحدود العلمية: ستقتصر نتائج الدراسة في الجولة الأولى من الرصد على استطلاع مدى استخدام خطاب الكراهية في وسائل الإعلام السورية (المقروءة والمسموعة والمرئية) وعلى اختلاف توجهاتها السياسية (معارضة، موالية، كردية)، مع دراسة الفروقات في مدى استخدام خطاب الكراهية لدى وسائل الإعلام السورية تبعًا لنوع الوسيلة وتوجهها السياسي.

3. الحدود الزمانية: تشمل الحدود الزمانية للدراسة تاريخ بدء التحضير للمشروع في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2017 وحتى تقديم التقرير النهائي الأول حول جولة الرصد الأولى في 29 يونيو/ حزيران من العام 2018. حيث شملت تلك الفترة الخطوات المتتابعة التالية:

* تشكيل فريق العمل من مدرّبين وخبراء تقنيين وباحثين ومحللي بيانات.

* إعداد مسودة قاموس المصطلحات والتعبيرات التي تحض على الكراهية والعنف بالاستعانة بالخبرات السابقة للمنظمات والهيئات وتوصيات الخبراء في ورشة برلين.

* الإعلان عن فرصة التدريب على الرصد الإعلامي والمشاركة في المشروع.

* الاختيار المبدئي للعينة محل الرصد الإعلامي.

* تقرير المواعيد النهائية لجولتي الرصد الإعلامي.

* اختيار الصحفيين المشاركين بالمشروع.

* اعتماد قاموس المصطلحات والتعبيرات التي تحض على الكراهية والعنف.

* تنظيم وتنفيذ ورشة تدريب الراصدين الإعلاميين في تركيا.

* مراجعة التقرير الخاص بورشة التدريب وتعديل خطة الرصد الإعلامي وفقًا لنتائجه.

* مرحلة تجريبية للرصد الإعلامي (ثلاثة أيام) طبّق خلالها الراصدون ما تعلموه أثناء التدريب.

* تقييم أداء الراصدين.

* إتمام جولة الرصد الأولى.

* اجتماع منفذي المشروع (المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والباحث ومحلل البيانات والاستشاريين)؛ لتقييم الأداء والنتائج . * تقييم جولة الرصد الإعلامي الأولى.

تاسعًا: منهج الدراسة

للوصول إلى النتائج المرجوة من المشروع، اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يعتمد على دراسة الظاهرة كما هي في الواقع، ويهتم بوصفها وصفًا دقيقًا ويعبر عنها تعبيرًا كميًا وكيفيًا. كما تم الاعتماد على منهج دراسة الحالة لكل وسيلة إعلامية على حدة، وعلى المنهج المقار ن في تحديد الوسائل الإعلامية الأكثر استخدامًا لخطاب الكراهية والحض على العنف، تبعًا لنمط الوسيلة (مقروءة، مسموعة، مرئية)، وتبعًا لتوجهها السياسي (موالية، معارضة، كردية).

عاشرًا: مجتمع وعينة الدراسة
  1. مجتمع الدراسة:

تمثّل مجتمع الدراسة في وسائل الإعلام السورية بمختلف أنماطها (مقروء، مرئي، مسموع)، وعلى اختلاف توجهاتها السياسية (موالية، معارضة، كردية).

  • عينة الدراسة:

نظرًا لاتساع حجم مجتمع البحث، وصعوبة الحصر الشامل لهذا المجتمع، لناحية عدم وجود دراسات حديثة تُحص ي عدد وسائل الإعلام السورية العاملة، والتي تنطبق عليها معايير الاختيار في هذه الدراسة، حيث تغطي معظم الدراسات التي تطرقت لعدد وسائل الإعلام السورية الفترة من العام 2011- 2016 فقط، وقد شهدت وسائل الإعلام السوري بعد تلك الفترة تغيرات كبيرة من حيث العدد، نتيجة إغلاق وسائل وإطلاق أُخر ى جديدة، ولذلك سنعتمد في هذه الدراسة أسلوب العينة الحصصية، حيث سيتم تقسيم مجتمع البحث إلى فئات تبعًا لنوع الوسيلة الإعلامية (مقروءة، مرئية، مسموعة) وتبعًا لتوجهها السياسي (موالية، معارضة، كردية). حيث يترك هذا الأسلوب في اختيار العينة الحرية للباحث كي يتمكن من تحديد الحصة التي يرغب فيها داخل كل فئة من الفئات.2

وبما أن معايير اختيار كل مفردة من مفردات العينة مضبوطة بدقة[1]، كما هي عملية تصميم استمارة الرصد واختيار الراصدين، فإن البحث يُعتبر ضمن الأبحاث التي يكون فيها حجم الضبط والرقابة عاليًا، فيكون بذلك حجم عينة مؤلف من 10-20 مفردة مقبولًا4، ولكن لزيادة الثقة في نتائج الدراسة سيتم اختيار عينة مؤلفة من (24 مفردة) موزعة بالتساوي على الفئات التي تم تحديدها لتمثيل المجتمع5، بالشكل التالي:

  • وسائل الإعلام المقروء: (3) صحف تمثل كل منها اتجاه سياسي، (6) مواقع إلكترونية موزعة على1. الاتجاهات السياسيةالثلاثة بالتساوي، (3) وكالات أنباء تمثل كل منها اتجاهًا سياسيًا.
  • وسائل الإعلام المرئي: (6) محطات تلفزيونية موزعة بالتساوي على الاتجاهات السياسية الثلاثة2. بواقع محطتين لكلاتجاه.
  • وسائل الإعلام المسموع: (6) محطات إذاعية موزعة على الاتجاهات السياسية بالتساوي بواقع3. محطتين لكل اتجاه.

 وبالنسبة لتقسيم فئات عينة البحث بحسب نوع الوسيلة (مقروء، مرئي، مسموع)، وبحسب التوجه السياس ي (موالية، معارضة، كردية)، تم الاعتماد على تصنيفات الدراسات والتقارير التي قدمت مسحًا شاملًا للإعلام السوري بعد العام 2011، وهي:

  •  Syria Media Map, Institute for War & Peace reporting, 20136:

قدم التقرير خارطة شاملة للمنافذ الإعلامية السورية متبعًا عدة معايير لتصنيفها منها، الجهة المالكة (حكومي، خاص) واختصاص الوسيلة (سياسية، اقتصادية، طبية، تكنولوجية. إلخ)، كما اعتمد التقرير تصنيف بحسب التوجه السياس ي بعد العام، 2011 حيث قسم الوسائل إلى (داعم للنظام، داعم للمعارضة، كردي).

  • Syria Audience research 2016, Free press unlimited, Media cooperation and translation and Global forum for media development7

قدمت الدراسة سبرًا للآراء الجمهور السوري في مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة النظام حول أكثر المنافذ الإعلامية انتشارًا ومصداقية، وتوصلت إلى نتائج أبرزها: أ- في كلا المنطقتين يعتبر التلفاز هو الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشارًا واعتمادية لدى الجمهور، يليه الإعلام الإلكتروني، ثم الصحافة المطبوعة ثم الإذاعة. ب- إعلام المعارضة هو الأكثر انتشارًا ومصداقية في مناطق سيطرة المعارضة، وإعلام النظام هو الأكثر مصداقية وانتشارًا في مناطق سيطرة النظام.

  • Syria Media Landscape from 2011 to Early 2016, Collaboration between the Syrian civil coalition (Tamas), Henta media organization and Madani organization8

قدم التقرير خريطة شاملة لوسائل الإعلام السورية معتمدًا على مستويين للتقسيم، الأول: جغرافي (مناطق سيطرة النظام، مناطق سيطرة المعارضة، مناطق سيطرة الجهاديين، مناطق الإدارة الذاتية الكردية). الثاني: الاتجاه السياس ي (موالية للنظام، معارضة للنظام، متطرفة). كما اعتمد التقرير معيارًا لتمييز وسائل الإعلام المستقلة يعتمد على التمويل، حيث يعرّف التقرير الوسيلة الإعلامية المستقلة: بأنها التي تتلقى الدعم التمويلي من عدة مصادر أو قادرة على توليدتمويلها ذاتيًا من خلال منتجاتها الإعلامية والإعلانات.

  • Syria’s New Media landscape )Independent media born out of war(, December 2016, Middle East Institute9

قدم التقرير مسحًا للوسائل الإعلامية غير الحكومية التي ولدت في سورية بعد الحرب، وتم تقسيمها بحسب توجهها السياسي إلى (داعمة للنظام، داعمة للمعارضة، كردية، مستقلة). اعتمد التقرير تعريفًا للوسائل المستقلة لدى النظام والمعارضة بأنها: الوسائل التي تسعى بالحد الأدنى لاعتماد المعايير الاحترافية للصحافة، وتطبيق تلك المعايير على تعاطيها مع الثوار والنظام بشكل متماثل، واستخدام مصطلحات تدل على الحياد. أما بالنسبة لوسائل الإعلام الكردية المستقلة، فهي: “التي تركز تغطيتها بشكل رئيس ي على مشكلات الجزء الشمالي الشرقي من سورية الخاضع لسيطرة المليشيات الكردية”.

جرى تطوير نتائج الدراسات السابقة بالاعتماد على خبرات “المركز السوري ل لإعلام وحرية التعبير” وبشكل يتو افق مع أهداف هذه الدراسة، حيث تم استبعاد فئة (إعلام محايد أو مستقل) من العينة، وذلك كون الدراسات السابقة لم تقدم تعريفًا واضحًا لها يتناسب مع أهداف دراستنا في رصد خطاب الكراهية من ناحية، ومن ناحية أخرى بفحص الوسائل الإعلامية المصنفة “مستقلة” أو “محايدة” تبعًا لتصييفات الدراسات السابقة حول الإعلام السوري تبيّن وجود تداخل كبير بين الوسائل الموالية والمعارضة والمحايدة، فعلى سبيل المثال صُنفت جريدة “عنب بلدي” في فئة الوسائل المحايدة ،بالرغم من أن الشعار الخاص بالجريدة هو ” من كرم الثورة”.10

 الحادي عشر: مصادر البيانات

اعتمدت الدراسة على نوعين رئيسيين من البيانات:

  1. البيانات الثانوية: وتشمل الدراسات والتقارير السابقة التي قدمت مسحًا شاملًا للإعلام السوري بعد العام 2011.
  2. البيانات الرئيسية: وهي البيانات المتعلقة بالدراسة، والتي جمعت من خلال استمارة الرصد، التي أُعدت بالاعتماد على خبرات “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” في الرصد الإعلامي، والذي أصدر مجموعة من الدراسات في هذا المضمار بدأها بدراسة حول أداء الإعلام في الانتخابات النيابية للعام 2007، بالإضافة إلى التقارير التي لخّصت الخبرات الإقليمية والدولية في مجال رصد خطاب الكراهية في المحتوى الإعلامي.
الثاني عشر: عملية الرصد

انقسم المشروع إلى جولتي رصد، الأولى تجريبية وجرى فيها تدريب (24) راصدًا على آليات الرصد واستخدام القاموس الخاص بمفردات الكراهية، وملء الاستمارة الخاصة بكل نمط إعلامي، وبعد التأكد من جاهزية الراصدين تم إطلاق الجولة الثانية من الرصد، والتي امتدت لسبعة أيام من 24 أيار/ مايو 2018 إلى 30 أيار/ مايو 2018.

1. آلية الرصد: تقوم آلية الرصد على تخصيص راصد لكل وسيلة إعلامية يقوم بمراقبة المحتوى الإعلامي للوسيلة خلال أيام الرصد، وفق المعدل التالي:

أ. الإعلام المقروء: يُرصد (15) مادة مكتوبة لكل وسيلة يوميًا موزعة على الأنواع الصحفية المختلفة (خبر، تقرير، تحقيق، مقابلة، مقال رأي، كاريكاتير، فيديوهات قصيرة، ألبومات صور، استطلاعات رأي).

ب. الإعلام المسموع: يُرصد (6) ساعات بث يوميًا لكل إذاعة موزعة على فترتي رصد بالشكل التالي: (3) ساعات في الفترة الصباحية من الساعة (10 وحتى 1) ظهرًا، و(3) ساعات في الفترة المسائية من الساعة (6 وحتى 9) مساءً.

ث. الإعلام المرئي: يُرصد (5) ساعات بث يومي لكل محطة تليفزيونية موزعة على الفترات التالية: (2) ساعة في الفترة الصباحية من الساعة (12 وحتى 2) ظهرًا. (3) ساعات في الفترة المسائية من الساعة (6 وحتى 9) مساءً.

كما جرى في منتصف جولة الرصد عملية إعادة توزيع للراصدين على الوسائل الإعلامية بطريقة عشوائية، وذلك للتأكد من عدم وجود انحياز شخص ي لدى الراصد تجاه الوسيلة، حيث تمت مطابقة نتائج كل وسيلة تبعًا لاستمارات الراصديّن اللذان تناوبا عليها.

وقد تم خلال الجولة الثانية رصد ما مجموعه (998) مادة من وسائل الإعلام المقروء، و(210) ساعة بث تلفزيوني، و( 210) ساعة بث إذاعي، حيث تم حذف إحدى الإذاعات من العينة، وذلك بسبب اقتصار بثها على الأغاني فقط دون أي محتوى آخر خلال فترة الرصد. مع العلم أنه تم التأكد من محتوى الإذاعة في الفترة التجريبية، إلا أن البث اقتصر خلال فترة الرصد على المحتوى الموسيقي لأسباب تتعلق بالإذاعة.

2. استمارة الرصد: تمثلت أداة البحث في استمارة إلكترونية للرصد ،والتي تم تصميمها وفقًا لمتطلباته وبالاعتماد على مقاربات منهجية لمشروعات شبيهة في دول أخرى[1]، ومعالجتها برمجيًا بناءً على طبيعة وسائل الإعلام بمختلف أنماطها (مقروءة، مرئية، مسموعة)، حيث تم تخصيص استمارة لرصد كل نوع إعلامي على الشكل التالي:

أ. الإعلام المقروء: تم رصد المحتوى الصحفي لوسائل الإعلام المقروء عبر استمارتي رصد لكل مادة صحفية، الأولىتختص برصد كلمات الكراهية الواردة في متن المادة مع تحديد نوع خطاب الكراهية المستخدم والجماعة المستهدفة من الخطاب، الاستمارة الثانية تختص برصد المحتوى البصري المرافق للمواد الصحفية أو المنشور في الوسيلة الإعلامية (صور، وسائط متعددة، كاريكاتير) مع تحديد نوع الخطاب المستخدم في المحتوى البصري والجماعة المستهدفة من الخطاب.

ب. الإعلام المرئي: تم رصد البث التلفزيوني عبر ثلاث استمارات لكل ساعة بث، الأولى تختص برصد كلمات الكراهية المنطوقة خلال البث مع تحديد نوع خطاب الكراهية الذي تمثله الكلمة والجماعة المستهدفة من الخطاب، الثانية تختص برصد المحتوى البصري (المؤثرات البصرية والفيديو) خلال البث مع تحديد نوع خطاب الكراهية الذي يمثله المحتوى البصري والجماعة المستهدفة من الخطاب، الاستمارة الثالثة تختص برصد لغة الجسد وإيماءات المتحدثين خلال البث مع تحديد نوع خطاب الكراهية الذي تمثله لغة الجسد والإيماءات والجماعة المستهدفة من الخطاب.

ت. الإعلام المسموع: تم رصد البث الإذاعي عبر ثلاث استمارات لكل ساعة بث، الأولى تختص برصد كلمات الكراهية المنطوقة خلال البث مع تحديد نوع خطاب الكراهية الذي تمثله الكلمة والجماعة المستهدفة من الخطاب، الثانية تختص برصد المحتوى السمعي (المؤثرات السمعية والموسيقى) خلال البث مع تحديد نوع خطاب الكراهية الذي يمثله المحتوى السمعي والجماعة المستهدفة من الخطاب، الثالثة تختص برصد النبرة والتلوين الصوتي للملقي خلال البث مع تحديد نوع خطاب الكراهية الذي تمثله النبرة والتلوين الصوتي والجماعة المستهدفة من الخطاب.

بعد انتهاء عملية الرصد جرت مراجعة الاستمارات الواردة من الراصدين، من قبل فريق متخصص، وذلك للتأكد من كلمات وعبارات الكراهية الواردة فيها والسياق الذي وردت به الكلمات، وبنتيجة المراجعة تم اعتماد (3258) استمارة موزعة على الشكل التالي: (1962) استمارة للإعلام المقروء، (654) للإعلام المرئي، (642) للإعلام المسموع.

3. صعوبات الرصد:

  • تقرير “رصد خطابات الكراهية في الصحافة المكتوبة التونسية” الصادر عن مركز الإعلام في أفريقيا والشرق الأوسط (2013 والتي استخدمت بالأساس المنهج الكمّي وأضافت له جانبًا كيفيًا يفسّر الكم، وذلك من خلال استمارة رصد تنطوي على كل المتغيرات التي یقوم الراصدون بتسجيلها وتتضمن مساحة مخصصة لتسجيل الملاحظات التي لا يمكن قياسها ورصدها بالأدوات الكمّية، بحيث يستكمل الرصد الكيفي الإحصائيات والبيانات الناتجة عن قياس التكرارات الواردة في النصوص حال تضمنها لمفردات مصنفة ضمن خطاب الكراهية والحض على العنف.
  • تقرير “ماسبيرو مجرما” الصادر عن مؤسسة حرية الفكر والتعبير في مصر، لرصد 270 دقيقة من البث المباشر والتغطية الخبرية للتلفزيون الرسمي عام 2011، والسبب في التركيز على ذلك التقرير خصوصًا هو تحليليه لمضمون المادة المرصودة من حيث التحريض على العنف والطائفية، ما يجعله يتقاطع -في بعض النقاط- مع مشروع “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” الراصد لخطاب الكراهية والحض على العنف. وتتشابه منهجية المشروعين في التحليل المدمج لبعض المؤشرات الكمية والكيفية للمادة الإعلامية، فيما يستبعد مشروع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير التفریغ المكتوب للمادة الإعلامية الخبرية الملقاة بشكل منطوق؛ لزيادة حجم المادة المرصودة فيه عن التي غطاها (ماسبيرو مجرمًا). الأمر الذي يستلزم فريقًا ضخمًا يوظف كافة إمكاناته للتفريغ، مما يمثل عبئًا في المجهود والتكلفة والوقت.
  • رصد أداء الإعلام السوري في تغطية الاستفتاء الرئاس ي: قدمت الخبرات السابقة للمركز السوري للإعلام وحرية التعبير عامي (2007 -2016) في الرصد الإعلامي مرتكزًا علميًا جيدًا لصياغة منهجية هذا المشروع، ففي عام 2007 قدّم المركز رصدًا لأداء الإعلام السوري في تغطية الاستفتاء الرئاسي، وفي العام نفسه، أصدر المركز تقريرًا عن أداء الإعلام السوري في فترة الانتخابات التشريعية.

 واجهت المشروع بعض العقبات خلال عملية الرصد كان لها أثر كبير على عدد الاستمارات، وكان أبرزها:

أ. اختلاف الصحف المرصودة من حيث دورية الصدور، حيث كان منها ما هو (يومي، أسبوعي، نصف شهري)، ولذلك تقرر رصد المواقع الإلكترونية للصحف المطبوعة بدلًا من النسخ الورقية خلال فترة الرصد، بعد التأكد من تطابق المحتوىبين ما هو منشور في الموقع الإلكتروني والنسخة الورقية.

ب. التفاوت في حجم النشر اليومي بالنسبة لوسائل الإعلام المقروء، حيث كان معدل النشر اليومي لبعض المواقع يقل عن 15 مادة في اليوم، بينما بعضها الآخر يزيد عن ذلك.

ت. نظرًا لأن فترة الرصد هذه كانت متزامنة مع شهر رمضان، فنسبة جيدة من المحتوى المرئي والمسموع تضمنت برامج ترفيهية كالمسلسلات والبرامج المنوعة وبرامج المسابقات الرمضانية. ث. جزء لا بأس به من محتوى وسائل الإعلام المقروءة، والتي تعبّر عن وجهة نظر النظام السوري، كانت تعتمد في محتواها الخبري على وكالة سانا للأنباء، مما خلق صعوبة في رصد محتوى أصيل لهذه الوسائل.


الثالث عشر: تحليل البيانات

تم تحليل البيانات باستخدام برنامج (إكسل)، حيث تم اعتماد طرق الإحصاء الوصفي للوصول إلى نتائج الدراسة، بالشكل التالي:

  1. التكرارات والنسب المئوية كأسلوب وصفي لحساب نسبة استخدام كل وسيلة إعلامية على حدة لخطاب الكراهية من إجمالي المحتوى الإعلامي الذي تقدمه الوسيلة، وفق الطريقة التالية:

النسبة المئوية لاستخدام الوسيلة الإعلامية لخطاب الكراهية = تكرار الاستمارات المرصود فيها خطاب كراهية للوسيلة/ إجمالي الاستمارات المرصودة للوسيلة *100

  • المتوسطات الحسابية كأسلوب وصفي لحساب النسب الإجمالية لاستخدام الأنماط الإعلامية (المقروء، المسموع، المرئي) والاتجاهات السياسية للوسائل الإعلامية (موالية، معارضة، كردية)، بالإضافة لحساب النسبة العامة لاستخدام الإعلام السوري لخطاب الكراهية.
  • نتيجة لاعتماد الدراسة رقم واحد فقط بعد الفاصلة في عرض النتائج، فقد يكون هناك ارتياب في النسب لا تتجاوز نسبته (1) على أكثر تقدير.
الرابع عشر: التعريفات الإجرائية

سوف يعتمد الرصد تعريفًا لخطاب الكراهية بأنه: كل خطاب مكتوب أو مسموع أو مرئي أو رقمي يهدف إلى القتل الحقيقي أو الرمزي للآخر أو إقصائه أو تحقيره، ويشمل التعريف انتهاكات مثل السب والقذف والوصم والتمييز وانتهاءً بالتحريض على القتل والعنف .وهو ما يتماش ى مع أنواع خطابات الكراهية التي ساقتها خطة عمل الرباط من التحريض على العنف أو الكراهية أو العداوة أو التمييز العنصري. وبوجه عام، استقر العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على ثلاث صور للتحريض الذي يشكل استثناءً على حرية التعبير، وهي التحريض على العنف، والتحريض على العداء والكراهية، والتحريض على التمييز العنصر ي.

وفي سياق المشروع، يتضمن التعريف الإجرائي لخطاب الكراهية الذي سوف يركز الرصد الإعلامي عليه الممارسات التالية:

  • الدعوة للقتل وللعنف: ويدخل ضمن هذه الفئة كل الفقرات والجمل والكلمات والصور والرسومات التي ينبني عليها خطاب تحريضي، سواء أكان ذلك بشكل صريح أو تضميني، خطاب يبرر أو يدفع أو يشجع المتلقي على السلوك العنيف أو ارتكاب جريمة قتل. كذلك، كافة القيم التمييزية على أساس الجنس أو العرق أو المعتقد التي وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية .
  • التحريض والحث على الانتقام من الآخر أو النيل منه، سواء كان الآخر فردًا أو جماعة، وسواء كانت طريقة النيل منه هي الإيذاء المعنوي أو المادي أو البدني.
  • الوصم: وهو إطلاق المسميات المهينة وإلصاق الصفات التي تحرم الفرد من التقبل الاجتماعي، كذلك رسم أو تأكيد صورة نمطية سلبية عن الآخر.

ويعتمد هذا المشروع على ستة معايير للحكم على تعبير الأشخاص أو الهيئات ما إذا كان يحمل خطاب الكراهية أو الحض على العنف، وهي، أولًا: سياق التعبير، ثانيًا: الشخص قائل التعبير أو المتحكم في وسيلة نقله للجمهور، ثالثًا: نية قائل التعبير، فالإهمال والتهور ليسا كافيين لوقوع جرائم الكراهية والحض على العنف أو التمييز، رابعًا: حجم التعبير وطبيعته العامة بمعنى المحتوى أو الشكل الذي ظهر به الخطاب وهل الحجج المستخدمة فيه وردت -مثلًا- في سياق أو الوصف أو السرد التاريخي أو عرض حقائق علمية، خامسًا: إمكانية انتشاره، سادسًا: رجحان حدوث النتائج المترتبة على الحض على العنف، والمعيار الأخير يراعي خصوصًا تفاوت حجم تأثير خطاب الكراهية والحض على العنف.

الخامس عشر: نتائج الدراسة

من خلال المعالجة الإحصائية للبيانات تم التوصل إلى النتائج التالية، والمتعلقة بفرضيات الدراسة وأسئلتها:

1. الفرضية الأولى:

أثبتت نتائج الدراسة المبيّ نة في الجدول رقم (1) صحة الفرضية الأولى: “تستخدم وسائل الإعلام السورية على اختلاف أنماطها (المقروء، المسموع، المرئي) وعلى اختلاف توجهاتها السياسية (معارضة، موالية، كردية) خطاب الكراهية والتحريض على العنف”.

الجدول رقم (1): إجمالي استخدام الإعلام السوري لخطاب الكراهية

نسبة المساهمة في خطاب الكراهية العاممتوسط نسبة استخدام خطاب الكراهيةتكرار خطاب الكراهية في القسم الثالثتكرار خطاب الكراهية في القسم الثانيتكرار خطاب الكراهية في القسم الأولإجمالي الرصدالنوع الإعلامي
 54.5% 20.9% – 24 369 1962الإعلام المقروء
 32.2% 34.9% 26 89 117 654الإعلام المرئي
 13.2% 14.7% 4 4 87 642الإعلام المسموع
 100% 23.5% 30 117 573 3258المجموع

المصدر: من تصميم الباحث بالاعتماد على نتائج الدراسة

يلاحظ من خلال الجدول رقم (1) أن متوسط استخدام العينة لخطاب الكراهية والتحريض على العنف قد بلغ (23.5%) كنسبة من المحتوى الإعلامي الذي تقدمه، حيث كانت النسبة الأكبر لاستخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف من نصيب وسائل الإعلام المرئي، والتي بلغ متوسط استخدامها لخطاب الكراهية والتحريض على العنف (34.9%) كنسبة من المحتوى الإعلامي الذي تقدمه، وبلغت نسبة مساهمتها في إجمالي نسبة استخدام خطاب الكراهية للعينة (32.2%). بينما كانت المرتبة الثانية للإعلام المقروء، حيث بلغ متوسط استخدامه لخطاب الكراهية والتحريض على العنف (20.9%) كنسبة من المحتوى المنشور الذي يقدمه، وبلغت نسبة مساهمته في إجمالي نسبة استخدام خطاب الكراهية للعينة (54.5%) وتعزى نسبة مساهمته المرتفعة في إجمالي خطاب الكراهية للإعلام السوري قياسًا بالمرئي والمسموع إلى تعدد منافذ الإعلام المقروء داخل العينة، والتي تشكل نصف مفردات العينة. وفي المرتبة الثالثة من حيث استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف جاء الإعلام المسموع بمتوسط استخدام (14.7%) كنسبة من المحتوى الإعلامي الذي يقدمه، وبنسبة مساهمة في إجمالي نسبة استخدام خطاب الكراهية للعينة (13.2%).

وتتوزع نسبة استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف داخل الإعلام المقروء على الشكل التالي:

الجدول رقم (2) استخدام وسائل الإعلام المقروء لخطاب الكراهية والتحريض على العنف

نسبة المساهمة في خطاب الكراهية للإعلام المقروءمتوسط نسبة استخدام خطاب الكراهيةالتكرار في الصور والوسائط المتعددةالتكرار في القسم المكتوبإجمالي الرصدالوسيلة
 20.9% 20.3% 5 77 430الصحف
 49.6% 19.5% 14 181 968مواقع إلكترونية إخبارية
 29.5% 22.9% 5 111 564وكلات أنباء
 100% 20.9% 24 369 1962المجموع

يظهر من الجدول رقم (2) أن أعلى نسبة استخدام لخطاب الكراهية داخل الإعلام المقروء كانت من نصيب وكالات الأنباء بمتوسط بلغ (22.9%) كنسبة من المحتوى الذي تقدمه، ونسبة مساهمة في إجمالي خطاب الكراهية والتحريض على العنف للإعلام المقروء بلغت (29.5%)، وفي المرتبة الثانية كانت الصحف بمتوسط (20.3%) كنسبة من المحتوى الذي تقدمه، ونسبة مساهمة بلغت (20.9%)، وفي المرتبة الثالثة جاءت المواقع الإلكترونية الإخبارية بمتوسط (19.5%) كنسبة من المحتوى الذي تقدمه، ونسبة مساهمة بلغت (49.6%)، وهي الأكبر نظرًا لعدد المواقع الإلكترونية الإخبارية داخل عينة الإعلام المقروء، والذي يبلغ ضعف عدد الصحف وعدد الوكالات.

أ. بالنسبة لتوزع استخدام خطاب الكراهية بحسب الأنواع الصحفية، أظهرت الدراسة النتائج التالية:

  • الإعلام المقروء: كان توزع استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف تبعًا للأنواع الصحفية ومرفقاتها البصرية على النحو التالي، بحسب الأكثر استخدامًا: الخبر (47.6%)، التقرير: (24.9%)، مقال الرأي: (13%)، وباقي النسبة تتوزع على أنواع صحفية أخرى.
  • الإعلام المرئي: كان توزع استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف تبعًا للأنواع الإعلامية ومرفقاتها البصرية على النحو التالي، بحسب الأكثر استخدامًا: نشرات أخبار (52.9%)، برامج سياسية (33.8%)، برومو تلفزيوني (7.6%)، وباقي النسبة تتوزع على أنواع أخرى.
  • الإعلام المسموع: كان توزع استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف تبعًا للأنواع الإعلامية ومرفقاتها السمعية على النحو التالي، بحسب الأكثر استخدامًا: نشرات أخبار (45.9%)، برامج سياسية (30.3%)، فواصل موسيقية وغنائية (10%)، وباقي النسبة تتوزع على أنواع أخرى.

ب. بالنسبة لمصدر خطاب الكراهية المنطوق، في الإعلام المرئي والمسموع، أظهرت الدراسة النتائج التالية:

  • الإعلام المرئي: نسبة استخدام خطاب الكراهية على لسان ضيوف المحطة من غير العاملين بها (14.8%) كنسبة من إجمالي خطاب الكراهية المنطوق، فيما كان (80.5%) من خطاب الكراهية واردًا على لسان من يمثل المحطة (مذيع، مراسل)، وباقي النسبة تتوزع على مصادر أخرى.

الإعلام المسموع: نسبة استخدام خطاب الكراهية على لسان ضيوف المحطة من غير العاملين بها (20.3%) كنسبة من إجمالي خطاب الكراهية المنطوق، فيما كان (70.2%) من خطاب الكراهية واردًا على لسان من يمثل المحطة (مذيع، مراسل)، وباقي النسبة تتوزع على مصادر أخرى.

من خلال النتائج التي تم عرضها يمكن الوصول إلى الخلاصات التالية:

  • يعتبر متوسط استخدام العينة -الممثلة للإعلام السوري- لخطاب الكراهية والتحريض على العنف منخفض نسبيًا؛ قياسًا بنتائجالدراسات والتقارير المماثلة التي رصدت خطاب الكراهيةفي (مصر، تونس، اليمن ،لبنان)، ونظرًا لطبيعة الصراع السياس ي والعسكري الذي تعيشه سورية منذ سبع سنوات، ويمكن تفسير هذه النسبة بما يلي:
    • على المستو ى العلمي: يعتبر مشروع “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” في رصد خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام السوري الأضخم والأشمل بين المشاريع المماثلة في الدول العربية، من حيث عدد وسائل الإعلام المرصودة، (24) وسيلة، ومن حيث تغطية العينة لأنماط الإعلام الثلاثة (المقروء والمسموع والمرئي) وللاتجاهات السياسية (الموالية، المعارضة، الكردية)، في حين اقتصرت بعض الدراسات المماثلة على رصد وسيلة إعلامية واحدة أو نمط إعلامي واحد أو اتجاه سياسي بعينه، ولذلك تعتبرنسبة استخدام خطاب الكراهية لعينة الدراسة منطقية كمتوسط لاستخدام (24) وسيلة إعلامية على اختلاف أنماطها واتجاهاتها السياسية، كما تعتبر نتائج الدراسة قابلة للتعميم والاعتماد كنسبة لاستخدام الإعلام السوري عمومًا لخطاب الكراهية، بناءً على حجم العينة ونسب المتابعة والانتشار للوسائل التي رصدتها الدراسة.
    • على المستوى السياس ي: تعتبر الفترة التي تمت فيها جولة الرصد هادئة نسبيًا من الناحية العسكرية والسياسية، حيث لم تشهد الساحة السورية خلال فترة الرصد معارك شرسة، أو مجازر ضخمة بحق المدنيين، أو سيطرة لأحد أطراف الصراع على مناطق جديدة، وهذا بطبيعة الحال ينعكس على مستوى استخدام خطاب الكراهية لدى وسائل الإعلام السوري.
    • وسائل التواصل الاجتماعي: يُشكل نشاط وسائل الإعلام والعاملين بها على مواقع التواصل الاجتماعي عاملًا هامًا في خفض نسبة استخدام خطاب الكراهية في المحتوى الرسمي الذي تقدمه تلك الوسائل، حيث خلق انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى الأفراد والمؤسسات الإعلامية السورية؛ قناة غير رسمية لاستخدام خطاب الك راهية بدلًا من استخدامه في المحتوى الإعلامي الرسمي لوسائل الإعلام، وذلك كون وسائل التواصل الاجتماعي لاتزال منفلتة إلى حد ما من الرقابة التي يخضع لها المحتوى الإعلامي الرسمي الذي تقدمه وسائل الإعلام، وهو ما يحتاج لدراسة منفصلة نظرًا لأهمية وسعة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وما يترتب على ذلك من خطورة متزايدة لاستخدام خطاب الكراهية فيها.
    • تعليقات الجمهور: خلال عملية الرصد، لاحظ الراصدون أن تفاعل الجمهور عبر التعليقات مع المحتوى الإعلامي المنشور إلكترونيًا (مقروء، مسموع، مرئي)، كان يحمل في غالبه خطاب كراهية وتحريض مباشر على العنف. وعلى الرغم من أن “طبيعة تفاعل الجمهور مع محتوى وسائل الإعلام” لم تكن ضمن متغيرات الدراسة؛ إلا أن الإشارة إليها تبدو ضرورية في هذا السياق، على اعتبار أن المحتوى الإعلامي وما يتضمنه من نسبة خطاب كراهية يمكن أن يساهم في تحديد درجة تفاعل الجمهور مع هذا المحتوى وطبيعة التفاعل واتجاهه، إضافة إلى أن تعليقات الجمهور قد تشكل مساحة جديدة لاستخدام وسائل الإعلام خطاب الكراهية والتحريض على العنف بشكل غير مباشر وغير رسمي في المحتوى الذي تقدمه، من خلال تحميل مسؤولية هذا الخطاب للجمهور المتفاعل عبر التعليقات، حيث لاحظ الراصدون عدم تدخل بعض وسائل الإعلام في حذف تعليقات كانت محرضة بشكل مباشر على القتل .
  • بالرغم من الانخفاض النسبي لمتوسط استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام السوري؛ إلا أن ترتيب الأنماط الإعلامية بحسب الأكثر استخدامًا للخطاب والذي أظهرته نتائج الدراسة (الإعلام المرئي، ثم الإعلام المقروء، ثم الإعلام المسموع) يُعطي مؤشرًا خطيرًا لناحية سعة انتشار هذا الخطاب ومعدل وصوله إلى الجمهور، خاصة وأن نتائج الدراسة توافقت مع نتائج دراسات سابقة12 حول وسائل الإعلام الأكثر انتشارًا واعتمادية لدى الجمهور السوري في مناطق سيطرة النظام والمعارضة، والتي أظهرت أنه في كلا المنطقتين يعتبر التلفاز هو الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشارًا واعتمادية لدى الجمهور يليه الإعلام الإلكتروني ثم الصحافة المطبوعة ثم الإذاعة.
  • يتبين من خلال نتائج الدراسة أن خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام السوري يعتبر جزءًا من سياسة التحرير التي تعتمدها وسائل الإعلام، والتي تتحمل مسؤولية استخدامه، حيث تركز استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف ضمن الإعلام المقروء في الخبر والتقرير، اللذان يعبران عن سياسة تحرير الوسيلة، وبنسبة أقل في مقال الرأي. وكذلك الأمر بالنسبة للإعلام المرئي والمسموع، والذي كان الجزء الأكبر من استخدامه لخطاب الكراهية والتحريض على العنف واردًا على لسان من يمثل المحطة (مذيع، مراسل)، وبنسبة أقل على لسان الضيوف.

2. الفرضية الثانية:

أثبتت النتائج صحة الفرضية الثانية للدراسة، والتي تقول بوجود فروقات في مدى استخدام وسائل الإعلام السورية لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، تبعا لنوع الوسيلة الإعلامية والاتجاه السياسي الذي تعبر عنه؛

أ- بالنسبة لنوع الوسيلة:

أثبتت نتائج الدراسة المبينة في الجدول رقم (1) صحة الفرضية الفرعية الأولى: “توجد فروقات في مدى استخدام وسائل الإعلام السورية لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، تبعًا لنوع الوسيلة (مقروءة، مسموعة، مرئية)”. حيث كان الإعلام المرئي هو الأكثر استخدامًا لخطاب الكراهية، يليه الإعلام المقروء ثم الإعلام المسموع، ويمكن تفسير هذه الفروقات في نسب استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف ب وجود فروق في حجم المحتوى الذي يقدمه كل نمط إعلامي؛ فالإعلام المرئي يعتبر الأضخم من ناحية محتوى البث والتغطية للأحداث على مدار 24 ساعة، في حين يعتبر المحتوى الذي يقدمه الإعلام المقروء وحجم تغطيته للأحداث أقل مقارنة بالإعلام المرئي، وكذلك الأمر بالنسبة للإذاعات التي تخصص جزءًا من بثها للجوانب غير السياسية (برامج منوعة، فواصل غنائية). إضافة لذلك فإن نسبة الانتشار والاعتمادية للإعلام المرئي، والتي تفوق، بحسب الدراسات، باقي الأنماط الإعلامية تجعله أكثر التزامًا بالخط السياسي الذي يمثله ويصيغ رسالته الإعلامية بمحتوى يتناسب مع الاتجاهات السياسية لجمهوره.

ب- بالنسبة للاتجاه السياسي:

أثبتت نتائج الدراسة المبينة في الجداول رقم (3، 4، 5) صحة الفرضية الفرعية الثانية: “توجد فروقات في مدى استخدام وسائل الإعلام السورية لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، تبعًا للتوجه السياس ي (معارضة، موالية، كردية)”.

 حيث يُظهر الجدول رقم (3) أن متوسط الاستخدام الأكبر لخطاب الكراهية والتحريض على العنف كان لدى وسائل الإعلام الموالية، والذي بلغ (27.4%) كنسبة من إجمالي المحتوى الإعلامي الذي تقدمه هذه الوسائل، كما يظهر أيضًا في الجدول رقم (3) أن الإعلام المرئي كان يساهم بالجزء الأكبر من نسبة استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام الموالي، حيث بلغت نسبة مساهمته (38.1%).

في المرتبة الثانية جاءت وسائل الإعلام الكردية، حيث يُظهر الجدول رقم (4) أن متوسط استخدام الإعلام الكردي لخطاب الكراهية بلغ (25.7%) كنسبة من إجمالي المحتوى الإعلامي الذي يقدمه، وكما هو الحال لدى الإعلام الموالي، يسهم الإعلام المرئي بالجزء الأكبر من نسبة استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام الكردي، حيث بلغت نسبة مساهمته (48.7%).

وجاءت وسائل الإعلام المعارضة في المرتبة الثالثة بأقل نسبة لاستخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف، حيث يُظهر الجدول رقم (5) أن متوسط استخدام هذه الوسائل لخطاب الكراهية بلغ (1.14%) كنسبة من إجمالي المحتوى الإعلامي الذي تقدمه، كما يظهر أيضًا في الجدول رقم (5) أن المواقع الإلكترونية تسهم بالجزء الأكبر من نسبة استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل الإعلام المعارضة، حيث بلغت نسبة مساهمتها (19.7%).

الجدول رقم (3)

   وسائل إعلام موالية  
إجمالي النسبةتلفزيونإذاعاتوكالات أنباءمواقع إلكترونيةصحف 
 27.4% 38.1% 19.7% 33.1% 20.9% 25.3%متوسط نسبة استخدام خطاب الكراهية
 100% 27.2% 17.3% 17.3% 23.8% 14.4%نسبة المساهمة في إجمالي خطاب الكراهية لدى إعلام النظام

                            المصدر: من إعداد الباحث بالاعتماد على نتائج الدراسة      

الجدول رقم (4)

وسائل إعلام كردية

إجمالي النسبةتلفزيونإذاعاتوكالات أنباءمواقع إلكترونيةصحف 
 25.7% 48.7% 9.8% 29.4% 18.2% 22.4%متوسط نسبة استخدام خطاب الكراهية
 100% 47.9% 5.1% 21.2% 20.3% 5.5%نسبة المساهمة في إجمالي خطاب الكراهية لدى الإعلام الكردي

المصدر: من إعداد الباحث بالاعتماد على نتائج الدراسة

الجدول رقم (5)

   وسائل إعلام معارضة  
إجمالي النسبةتلفزيونإذاعاتوكالات أنباءمواقع إلكترونيةصحف 
 14.1% 18.5% 12.8% 6.3% 19.7% 13.1%متوسط نسبة استخدام خطاب الكراهية
 100% 20.5% 16.9% 7.9% 40.5% 14.2%نسبة المساهمة في إجمالي خطاب الكراهية لدى وسائل الإعلام المعارضة

المصدر: من إعداد الباحث بالاعتماد على نتائج الدراسة

ويمكن تفسير نتائج الفرضية الفرعية الثانية لناحية ترتيب استخدام وسائل الإعلام السوري لخطاب الكراهية، تبعا لتوجهها السياسي، بالآتي:

أ. مركزية القرار الإعلامي: يظهر من خلال نتائج الدراسة أن مركزية القرار الإعلامي، ومدى توحد الخطاب الذي تتبناه وسائل الإعلام يعتبران عاملين على قدر كبير من الأهمية في تحديد نسبة استخدام خطاب الكراهية لدى الوسائل الإعلامية الداعمة لاتجاه سياسي معين. وعليه يمكن تفسير ترتيب استخدام خطاب الكراهية تبعًا لدرجة المركزية التي تخضع لها وسائل الإعلام في الاتجاهات السياسية الثلاثة المدروسة على الشكل التالي:

  • وسائل ا لإعلام الموالية: يُعتبر تصدر وسائل الإعلام الموالية لترتيب استخدام خطاب الكراهية في الإعلام السوري، تبعًا للاتجاه السياسي، مبررًا لكون تلك الوسائل بقسميها (الحكومي، الخاص) تُعتبر خاضعة لسلطة مركزية متمثلة بوزارة الإعلام ومن خلفها الأجهزة الأمنية. الأمر الذي يجعل سياستها التحريرية موحدة ومدروسة ومركزة باتجاه ترويج الخطاب السياس ي للنظام السوري، ووجهة نظره من الأحداث الجارية في سورية.
  • وسائل الإعلام الكردية: تخضع وسائل الإعلام الكردية العاملة في مناطق الإدارة الذاتية لسلطة إعلامية مركزية، وهي وإن كانت أقل شدة من مركزية النظام؛ إلا أنها تمارس ذات الدور عبر “هيئة الثقافة والفن في الإدارة الذاتية” وما يتفرع عنها من هيئات إعلامية في “مقاطعات الإدارة الذاتية” والمسؤولة عن منح تراخيص وسائل الإعلام ومراقبة المحتوى الإعلامي للوسائل، الأمر الذي يجعل السياسة التحريرية لوسائل الإعلام الكردية العاملة في مناطق الإدارة الذاتية متقاربة اتجاه أغلب القضايا، وتعكس وجهة نظر الإدارة الذاتية.
  • وسائل إعلام معارضة: تتمتع وسائل الإعلام المعارضة بهامش حرية واسع وغير متوفر لنظيراتها في الاتجاهين السابقين، ويأتي هامش الحرية لديها كنتيجة لعدم خضوعها لأي سلطة مركزية تحدد اتجاهها العام أو سياستها التحريرية. الأمر الذي يمنح لكل وسيلة إمكانية صياغة خطابها الإعلامي بشكل شبه مستقل، ويتيح لها فرصة أكبر للالتزام بالمهنية والمعايير الصحفية .

ب. الرقابة الإعلامية: تعتبر الرقابة على وسائل الإعلام نتيجة طبيعية لوجود سلطة مركزية، وعليه فهي تؤثر على مستوى استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف لدى وسائل الإعلام التي تعبر عن اتجاه سياس ي معين. ويمكن إيضاح أثر الرقابة بالتالي:

  • الرقابة القانونية والأمنية: إن وجود الرقابة القانونية والأمنية على وسائل ا لإعلام الموالية يمنع تلك الوسائل من الخروج عن الخط المرسوم لها من قبل السلطة المركزية. كما يضيق هامش الحرية حتى بالنسبة لوسائل الإعلام الخاصة العاملة في مناطق سيطرة النظام السوري، وهو الأمر الذي تؤكده نتائج الدراسة، والتي أظهرت نسبًا متقاربة في مدى استخدام وسائل الإعلام الموالية بشقيها (الخاص والحكومي) لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، حيث بلغ متوسط الاستخدام في الإعلام الحكومي (31%) كنسبة من إجمالي المحتوى الذي يقدمه هذا الإعلام، في حين بلغ متوسط الاستخدام لدى الإعلام الخاص (26.9%) كنسبة من إجمالي المحتوى الذي يقدمه هذا الإعلام. وكذلك الأمر بالنسبة لتقارب نسبة استخدام الإعلام الكردي والإعلام الموالي لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، والناتج عن وجود جهات رقابية على وسائل الإعلام العاملة في مناطق الإدارة الذاتية، والتي تمنع الخروج عن سياسة الإدارة الذاتية الإعلامية وتضيق هوامش الحرية لدى الوسائل الإعلامية، عبر ممارسات تتدرج من الرقابة على المحتوى الإعلامي إلى اعتقال الصحفيين المستقلين وغلق وسائل الإعلام المخالفة لخطها الإعلامي.
  • رقابة المانح: مقابل طبيعة الرقابة التي تخضع لها وسائل الإعلام الموالية للنظام ونظيرتها الكردية، يظهر لدى وسائل الإعلام المعارضة نوع مختلف تمامًا من الرقابة؛ والمتمثل برقابة (الداعم أو المانح). حيث تعتمد وسائل الإعلام المعارضة في النسبة الأكبر منها على الدعم المادي المقدم من مانحين متمثلين بـ (منظمات دولية داعمة للإعلام)، والتي غالبًا ما تربط دعمها المادي لتلك الوسائل باتباع المعايير الدولية للمهنية الصحفية، وعلى رأسها الالتزام بعدم استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف. حيث لوحظ أن وسائل الإعلام المعارضة المدعومة من منظمات دولية هي الأقل استخدامًا لخطاب الكراهية، مقابل وسائل إعلام معارضة مدعومة من رجال أعمال، والتي كانت نسبة الاستخدام فيها مرتفعة أكثر نسبيًا بحكم التحرر من الداعم والمعايير التي يفرضها، أو وسائل الإعلام المعارضة التي تتلقى دعم من حكومات منخرطة في الصراع السوري، حيث كانت نسبة الاستخدام فيها تقارب تلك المدعومة من رجال أعمال.
3.      كلمات الكراهية الأكثر استخدامًا في الإعلام السوري تبع ًا للاتجاه السياسي

من خلال تفريغ استمارات الرصد المحتوية على خطاب كراهية وتحريض على العنف؛ جرى جمع المفردات والعبارات الأكثر استخدامًا في وسائل الإعلام السورية على اختلاف أنماطها (مقروء، مسموع، مرئي)، وتصنيفها بحسب الاتجاه السياسي، كما هو وارد في الجداول التالية، مع العلم أنه تم مراعاة السياق الذي وردت فيه كل كلمة، حيث تم إفراد خانة في الاستمارة يضع فيها الراصد السياق الذي وردت فيه الكلمة مع تفسير سبب اختياره لها، وعليه فالكلمات الواردة في الجداول تعبّر عن خطاب الكراهية في السياق الذي استخدمت فيه.

الجدول رقم (6)

خطاب الكراهية والتحريض على العنف الأكثر تكرارًا في وسائل الإعلام الموالية 
  الكلمات الأكثر تكرارًانوع الخطاب المستخدمالجماعة المستهدفة من الخطاب
جمـاعـات مسـلحـة/ الإرهـابيون/ المجموعـات الإرهـابيـة /المسـلحين /المليشـيات المسـلحة /مليشـيا الجيش الحر /فصـائل إرهابية /النصـرة وأخواتهـا /دواعش /التنظيمـات الإرهـابيـة /العصـابـات الإرهـابيـة / فلول الإرهابيين /عصابات الإرهاب التكفيري /مرتزقة /العدوان /الإرهابيون ومشغلوهم /الإرهابيون تجار المخدرات والخارجون عن القانون/ متطرفون. (تطهير/ رجس الإرهـاب /دحر الإرهـاب /الحرب على الإرهـاب: في إشارة إلى عمليات قوات النظام السوري ضد المعارضة العسكرية).وصم، تمييز تحريض على العداء والكراهية، حض على العنف وتبريره.جماعة عسكرية (فصائل المعارضة)
أخونجي/ عملاء الدول /أدوات دولية /أدوات إسـرائيل/ لا قرار لهم /أذرع دولية /منفذو أجندات.وصم، دعوة للعداء والكراهية ،تحريض على العنف وتبريره، اتهامات دون سند أو تبرير.جماعة سياسية (المعارضة السياسية)
مليشيا الأسايش/ الميلشيات الكردية/ الوحدات الكردية.وصم ،تحريض على العداء والكراهيةجماعة عسكرية (كردية)
جيوب إرهابية/ أوكار الإرهابيين /بؤر الإرهاب/ مناطق الإرهابين.  تحريض على العداء والكراهية وحض على العنفمنطقة جغر افية (تتواجد فيها فصائل عسكرية معارضة)
حاضنة الإرهابوصم وتحريض على العداء والكراهية، وحض على العنف وتبريرهسكان منطقة
الإسـلام المتصـهين/ نظـام بني سـعود/ الفكر الوهـابي المتطرف /أفكـار وهـابيـة /المـال السـعودي والخليجي /المشـغلين الـدوليين/ رعـاة الإرهـابين. (العدوان التركي، الاحتلال التركي: في إشـارة إلى فصـائل المعارضـة المدعومة من تركيا) /الدخول العثماني.وصم وتحريض على العداء والكراهية وحض على العنفدول منخرطة في دعم المعارضة السورية (تركيا، قطر، السعودية)
تمثيليات ومسـرحيات: (في إشـارة إلى حوادث اسـتخدام السـلاح الكيماوي) /تخريبيين /عملاء /الأدوات الدولية /المشروع الإسرائيلي/ الثورة المزعومة  /المؤامرة الكونية/الخوذ البيضاء التابعة لجبهة النصرة  دعوة للعداء والكراهية، تحريض على العنف وتبريره، إطلاق اتهامات دون سند أو تبرير.المجتمع المدني المعارض

الجدول رقم (7)

خطاب الكراهية والتحريض على العنف الأكثر تكرارا في وسائل الإعلام الكردية

 
  الكلمات الأكثر تكرارًانوع الخطاب المستخدمالجماعة المستهدفة من الخطاب
النصـرة وأخواتها / دواعش / الإرهابيون/ المجموعات الإرهابية/ المليشـيات الإرهابية/ الإرهاب السـ ني/الفكر السُـني المتطرف /مرتزقة تركيا/ مرتزقة الإرهاب /الجهاديين/ المليشـيات الإسـلامية المتشـددة / الفكر الداعـشي /مرتزقة أردوغان. خطف المدنيين اتهامًا للمعارضة/ خطف النساء اتهامًا للمعارضةوصم تمييز تحريض على العداء والكراهية إطلاق اتهامات دون سند    جماعة عسكرية (فصائل المعارضة العسكرية)
لقطاء المعارضـة /مرتزقة معارضـة الخارج /خونة /خنازير /أردوغانيون /عنصريون /أذناب النظام/ عملاء تركيا.سب، وصم، تمييز، دعوة للعداء والكراهيةجماعة سياسية (المعارضة السورية، المجلس الوطني الكردي)
النظـام المجرم/ العـدو الأسـدي / المليشـيـات الشـيعيـة /النظـام البعثي/ البعثيون/ مليشيات الأسد.وصم وتحريض على العداء والكراهيةجماعة سياسية (النظام السوري)
مسـتوطنو الغوطة/ (المسـتوطنون: في إشـارة إلى مهجري الغوطة الشـرقية) /توطين عـائلات المسـلحين/ توطين العوائـل العربيـة/ حـاضـنـة الإرهـاب /مناطق محتلة.وصم، تمييز، وتحريض على العداء والكراهية  سكان منطقة
الفـاشـيـة التركيـة/ (عـدوان أردوغـان، الاس ـتعمـار التركي، الغزو التركي، التمـدد العثمـاني، احتلال تركي، عـدوان التركي: في إشـارة إلى فصـائـل المعارضة المدعومة من تركيا.)وصم وتحريض على العداء والكراهية وحض على العنفدولة (تركيا)
(كردسـتان سـورية: في الإشـارة إلى مناطق تواجد المكون الكردي في سـورية) / (روجافا: في سـياق الاسـتئثار بمنطقة ونسـبها لمكون واحد) / (تطهير: في إشارة إلى أي تقدم عسكري تحرزه الفصائل العسكرية الكردية.)تمييزجماعة عرقية (المكونات العرقية السورية من غير الكرد)

الجدول رقم (8)

خطاب الكراهية والتحريض على العنف الأكثر تكرارًا في وسائل الإعلام المعارضة

 
  الكلمات الأكثر تكرارًانوع الخطاب المستخدمالجماعة المستهدفة من الخطاب
ميلشـيا الأسـد/ ميليشـيا النظام / ميليشـيات النظام الطائفية/ عصـابة الأسد/ عفيشة النظام/ شبيحة/ جيش التعفيش.وصم تمييز تحريض على العداء والكراهية  جماعة عسكرية (قوات النظام السوري)
النظام المجرم / العدو الأسـدي / النظام الأسـدي / النظام الفاجر/ نظام دمشق/ نظام الحيوان: (في وصف رئيس النظام السوري بشار الأسد).وصم دعوة للعداء والكراهيةجماعة سياسية (النظام السوري)
الميلش ـيات الكردية/ الوحدات الكردية /الأحزاب الانفصـالية/ ميليشـيات قسد/ القوات الكردية/ ميليشيات PYD.وصم تحريض على العداء والكراهيةجماعة عسكرية (وحدات حماية الشعب الكردي، قوات سوريا الديمقراطية)
مناطق موالية/ بعثيون/ شـبيحة/ أسـديون/ مؤسـسـات الأسـد: (في الإشـارة إلى المؤسسات الحكومية.)تحريض على العداء والكراهية وحض على العنف وتبريرهجماعة مدنية (داعمة للنظام السوري، أو تعمل في ظله)
مليش ـيات طائفية /(ميلشـيات شـيعية: في الإشـارة إلى القوات العسـكرية الأجنبية المدعومة من إيران، وهو توصـيف بذاته منطقي، بحكم شـعارات بعض تلـك المليش ـيـات والهـدف المعلن من دخولهـا، لكن كلمـة الش ـيعيـة بنفس الوقـت تعتبر وصـف عـام قـد يثير حفيظـة طوائف سـوريـة ذاتوصم وتحريض على العداء والكراهية وحض على العنفدول وأحزاب منخرطة في دعم النظام السوري
جذور شـيعية، وليس لها أي علاقة بتلك المليشـيات، وقد يعب ضـدها طائفيًا). حزب الشـيطـان /(حزب اللات: واللات هي آلهـة كـان يعبـدهـا العرب قبـل الإسـلام وتشـير لحالة الجاهلية نقيضـة الإسـلام) / مرتزقة /(المليشـيات الفلس ـطينية: في تعميم يتجاوز أسـماء الفصـ ائل الفلسـطينية المقاتلة إلى جانب النظام السـوري، ليعطيها صـفة عامة تمس كل الفلسـطينيين وتثير حساسيتهم.) (إيران، حزب الله ،روسيا)
ثوار الفنـادق/ الأداة الإمـاراتيـة/ رجـل الإمـارات/ رجـل السـعوديـة / تجـار الحرب.وصم وتحريض على العداء والكراهية، إطلاق اتهامات دون سندمؤسسات وشخصيات (مؤسسات معارضة، شخصيات سياسية معارضة)
  • خطاب الكراهية لدى وسائل الإعلام الموالية: يتضح من الجدول رقم (6) أن خطاب الكراهية والتحريض على العنف لدى وسائل الإعلام الموالية (الحكومية-الخاصة) موحد باتجاه استهداف المعارضة السورية بتشكيلاتها (السياسية والعسكرية والمدنية) وداعميها على المستوى الإقليمي والدولي، حيث يركز الخطاب على وصم المعارضة بأنها مجموعات إرهابية مدعومة من دول إقليمية، وهو ما يعتبر تحريضًا على كراهيتها وتبريرًا لعنف النظام السوري اتجاهها. ويعكس هذا الخطاب أثر وجود سلطة مركزية وجهات رقابية على الإعلام لدى النظام السوري، إذ تلتزم وسائل الإعلام الداعمة له بخطابه المعلن وتفسيره لما يجري في سورية بـ “المؤامرة الكونية”، وأن الحرب هي بين “حكومة شرعية لكل السوريين ومجموعات إرهابية مدعومة من الخارج”. ولذلك يلاحظ أن خطاب الكراهية لدى تلك الوسائل يركز على جماعات سياسية وعسكرية سورية ودول إقليمية. كما يستهدف خطاب الكراهية والتحريض على العنف لدى وسائل الإعلام الموالية تيارات دينية إسلامية وحركات إسلام سياسي عبر اتهامها بالإرهاب “كالوهابية” و”جماعة الإخوان المسلمين”، إضافة إلى استهدافه مناطق جغرافية معارضة عبر التحريض على كراهيتها وتبرير استخدام العنف ضدها على اعتبار أنها “حاضنة للإرهاب”، إضافة إلى استهداف الكرد كجماعة عرقية باستخدام مفردة “ميليشيات كردية” لتمييز قوات حزب الاتحاد الديمقراطي. ويشير استخدام ذات مفردات الكراهية والتحريض على العنف لدى وسائل الإعلام الموالية إلى وجود سياسة تحرير موحدة وممنهجة، ومفروضة من سلطة عليا.
  • خطاب الكراهية لدى وسائل الإعلام الكردية: يتضح من الجدول رقم (7) أن خطاب الكراهية والتحريض على العنفلدى وسائل الإعلام الكردية كان متأثرًا بعاملين، الأول: البعد الإيديولوجي القومي، والذي يظهر في التمييز والتحريض على كراهية بعض المكونات السورية، وذلك من خلال استحداث تسميات كردية غير رسمية لمناطق سورية مختلطة عرقيًا، ومن خلال وصم غير الكرد من المهجرين في المناطق ذات الغالبية الكردية بـ “المستوطنين”. كما يظهر أثر هذا البعد في استخدام الإعلام الكردي لخطاب الكراهية والتحريض على العنف ضد المعارضة السورية (السياسية والعسكرية) والنظام السوري على حد سواء، وذلك بحسب موقف كل طرف من مطالبهم الخاصة ومن “القضية الكردية”. العامل الثاني: ويتمثل بالبعد المركزي، فعلى الرغم من أن عينة الدراسة استثنت الإعلام الحزبي الرسمي؛ إلا أن هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” المسيطر على الإدارة الذاتية في المناطق الكردية كانت واضحة على وسائل الإعلام العاملة في تلك المناطق من خلال استخدامها لخطاب الكراهية والتحريض على العنف اتجاه القوى السياسية الكردية الأخرى المعارضة لتوجهات حزب الاتحاد الديمقراطي، مثل المجلس الوطني الكردي؛ عبر وصمهم بـ “الخونة” و”العملاء”. كما يظهر أثر هذا البعد بتركز الجزء الأكبر من خطاب الكراهية والتحريض على العنف باتجاه تركيا العدو التاريخي لحزب الاتحاد الديمقراطي، وربط حتى الخطاب الموجه نحو المعارضة بتركيا، عبر استخدام مفردات مثل “أردوغانيين”، “عملاء تركيا ،””التمدد العثماني”. بالإضافة لذلك يتخذ خطاب الكراهية لدى الجزء الأكبر من الإعلام الكردي منحى طائفي يتوافق مع الخطاب الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي القائم على إظهاره كطرف معتدل علماني يحارب أطراف متشددة، حيث تستخدم أغلب وسائل الإعلام الكردية مفردات مثل “الإرهاب السُني”، “المليشيات الإسلامية المتشددة” لوصم فصائل المعارضة السورية المسلحة وأحزابها السياسية، على الرغم من أن المكون الكردي في سورية ينتمي بغالبيته للمذهب السُني. ويلاحظ استخدام ذات مفردات الكراهية والتحريض على العنف لدى وسائل الإعلام الكردية، مما يشير إلى وجود خطاب كراهية شبه موحد وصادر عن جهة مركزية.
  • خطاب الكراهية لدى وسائل الإعلام المعارضة: يتضح من الجدول رقم (8) أن خطاب الكراهية لدى وسائل الإعلام المعارضة يستهدف بالجزء الأكبر منه النظام السوري بمؤسساته العسكرية والسياسية، حيث تحاول وسائل الإعلام السوري المعارضة، التي تم رصدها في الدراسة، الالتزام في خطابها الإعلامي إلى حد كبير بما تعتبره الجذر الحقيقي للأزمة التي تعيشها البلاد، وهي ثورة شعب ضد نظام سياسي، وليست حربًا أهلية بين مكونات الشعب السوري. وهو ما يثبته استخدام خطاب الكراهية الطائفي لدى وسائل إعلام المعارضة باتجاه إيران وقواتها في سورية، وليس باتجاه مكونات سورية، عبر استخدام مفردات مثل “المليشيات الشيعية” و”المليشيات الطائفية” لوصم القوات الأجنبية المدعومة من إيران. كما يظهر أيضًا لدى وسائل الإعلام المعارضة خطاب كراهية وتحريض على العنف يستهدف جماعات مدنية داعمة للنظام السوري ومناطق سكانية خاضعة لسيطرة النظام؛ عبر استخدام مفردات كراهية مثل “أسديون”، “مناطق موالية”، “بعثيون”، إضافة لذلك يُلاحظ لدى وسائل الإعلام المعارضة خطاب كراهية وتحريض على العنف متأثر إلى حد ما بمواقف الدول الداعمة للمعارضة السورية مثل تركيا وقطر. حيث يُلاحظ استهداف خطاب الكراهية لدى إعلام المعارضة لقوات حزب الاتحاد الديمقراطي المعادي لتركيا باستخدام مفردات مثل “الميليشيات الكردية”، “المليشيات الانفصالية”، كما يتجاوز هذا الخطاب المتأثر بمواقف الداعمين المستوى المحلي السوري إلى استهداف أطراف إقليمية عبر استخدام مفردات مثل “أداة إماراتية”، “رجل السعودية”. ويظهر أيضًا لدى وسائل الإعلام المعارضة خطاب كراهية وتحريض على العنف يستهدف شخصيات أو مؤسسات معارضة عبر إطلاق اتهامات دون سند بحقها من قبيل “ثوار الفنادق”، ” تجار الحرب”. ويمكن القول بأن خطاب الكراهية والتحريض على العنف لدى وسائل الإعلام المعارضة موحد فقط على مستوى استهداف النظام السوري ومؤسساته المختلفة، ولكنه مختلف باتجاه باقي الأطراف نتيجة لتأثره بانقسامات المعارضة السياسية السورية وتياراتها، وبمواقف الداعمين الإقليميين لتلك الوسائل.

من خلال استعراض الجماعات المستهدفة من خطاب الكراهية والتحريض على العنف لدى وسائل الإعلام السوري على اختلاف اتجاهاتها السياسية (الموالية، المعارضة، الكردية) يمكن الوصول إلى نتيجة هامة مفادها أن هذا الخطاب يستهدف في الغالب جماعات سياسية، وليس مكونات عرقية أو طائفية سورية، مما يدل على أن هذا الخطاب ناتج عن ظرف الحرب الدائرة في البلاد منذ سبع سنوات، ولا يحمل أبعاد كراهية تاريخية بين المكونات السورية، وبالتالي فإن التوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع العسكري وييتج مسار وطني للعدالة الانتقالية؛ سيؤدي بالضرورة إلى التخفيف بيسبة كبيرة من استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف لدى وسائل الإعلام السوري على اختلاف اتجاهاتها السياسية. وبالمقابل فإن استمرار وسائل الإعلام السورية في استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف سيساهم في تكريس العداء والكراهية في ذهن المتلقي السوري في حال استمرار النزاع العسكري في البلاد لسنوات أخرى، الأمر الذي قد يساهم بتأجيج صراعات على أُسس عرقية أو طائفية بعد نهاية الصراع السياسي. كما يمكن أن تترك حالة الكراهية بين المكونات السورية والناتجة عن استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الإعلام السوري أثرًا على شكل الحل السياسي مستقبلًا؛ فحالة الكراهية بين مكونات الشعب السوري قد تؤثر على إمكانيّة التعايش فيما بينها وتدفع باتجاه أعمال انتقاميّة، مما ينذر بتسهيل تقبل فكرة تقسيم البلاد، أو قد يشجع على إنتاج نظام سياسي قائم على المحاصصة الطائفية والعرقية، كما هو الحال في لبنان والعراق.

السادس عشر: التوصيات

يعتبر ضبط خطاب الكراهية والتحريض على العنف في حالة صراع معقد ومتشابك الأطراف، كالصراع السوري، مسألة شائكة تحتاج خلق مسار يُؤسس له بجهود منظمة على المدى الطويل، نتيجة لخطورة انتشار هذا الخطاب، ونظرًا لآثاره المحتملة على المدى البعيد، وبناء على ما توصلت إليه الدراسة من نتائج، يوص ي المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بالتالي:

1- على المستوى العلمي: تندرج هذه الدراسة تحت خانة الدراسات التأسيسية والاستطلاعية، والتي تمهد وتؤسس لحقلبحثي جديد في مجال الدراسات الإعلامية السورية، لذلك لا بد من البناء على هذا البحث ودعم الدراسات والبحوث الأكاديمية في هذا المجال لتدعيمه ضمن عدة اتجاهات، ومنها؛ قياس أثر الظرف السياسي على ارتفاع منسوب خطاب الكراهية في الإعلام السوري، إضافة إلى دراسة خطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك لدى قادة الرأي، مقابل دراسة سلوك وسائل الإعلام في تفاعلها مع تعليقات الجمهور التي تحمل خطاب كراهية وتحريض مباشر على العنف، وصياغة آليات واضحة لضبطها والتعاطي معها. وغيرها من المواضيع التي تشخص أزمات يعاني منها الإعلام السوري، تمهيدًا لإيجاد حلول علمية مدروسة لها.

2- على مستوى الإعلام السوري: إن مطالبة وسائل الإعلام السورية التي تستخدم خطاب الكراهية بتخفيض نسب استخدامها لهذا الخطاب منوط بعدة ظروف من الواجب تهيئتها لذلك، منها:

  • التواصل مع وسائل الإعلام التي كانت محل للدراسة لإطلاعها على نتائجها الخاصة والمتضمنة نسبة استخدامها لخطاب الكراهية، مضافًا إليها الكلمات الأكثر استخدامًا لديها، والتي تندرج في إطار خطاب الكراهية، ولفت نظرها إلى خطورة استخدامها لمثل هذا النوع من الخطاب، وآثاره المحتمل عليها كوسيلة إعلام وعلى جمهورها المستهدف، الذي يعد جزءًا من المجتمع السوري.
  • عقد ورش تدريبية للوسائل الإعلامية محل الدراسة وبخاصة للصحفيين الذين يعملون فيها بصفة محرر أو مدير تحرير أو رئيس تحرير، لتوعيتهم بمخاطر هذا الخطاب وآثاره وكيفية تجنبه، عبر تدريبات لرفع المهنية والكفاءة.
  • تصدير خلاصة كلمات الكراهية الأكثر استخدامًا لدى وسائل الإعلام السورية، والتي توصلت إليها الدراسة، بشكل قاموس أو كتيب يحمل تلك الكلمات وبدائلها من مرادفات مهنية تخلو من خطاب الكراهية، الأمر الذي سيساعد في صياغة سياسة تحريرية تخلو قدر الإمكان من خطاب الكراهية.
  • محاولة الدفع باتجاه جمع صحفيين من مختلف التوجهات السياسية ضمن ورش تقرب من وجهات النظر، وتخفف من حدة الاحتقان، والدفع باتجاه صياغة مواثيق صحفية جامعة، تسهم في تخفيض نسبة خطاب الكراهية في الإعلام السوري ككل.
  • إصدار تقرير سنوي يرصد خطاب الكراهية ونسب استخدامه في وسائل الإعلام السورية، الأمر الذي سيساهم في تشكيل نوع من الرقابة لدى هذه الوسائل.

السابع عشر: ملحق الدراسة

  • معايير اختيار عينة الدراسة:

يختص المشروع بدراسة عينة مؤلفة من (24) وسيلة إعلامية تمثل أشكالًا مختلفة من منافذ الإعلام السوري، وقد تم اختيار العينة وفقًا للمعايير التالية:

  • الهوية السورية: يشترط أن يكون المنفذ الإعلامي سوريًا، كإدارة قائمة عليه وكجمهور مستهدف ومحتوى متعلق بالشأن السوري، بينما لا يُشترط أن يكون مقر المنفذ الإعلامي داخل سورية.
  • التمثيل: تم اختيار العينة على أساس تعبيرها إعلاميًا عن اتجاهات متباينة للمجتمع السوري خلال فترة الصراع، وعلى هذا الأساس تشمل العينة وسائل إعلام تعبر عن رؤية كل من المعارضة والنظام والكرد.
  • التباين: ويُقصد به اختلاف مفردات العينة من حيث:
    • نوع الوسيلة: تتضمن العينة منافذ إعلامية محددة من حيث نوع الوسيلة (صحف، إذاعات، تلفزيونات، مواقع إلكترونية إخبارية، وكالات أنباء).
    • المحتوى الإعلامي: تتضمن العينة مختلف الأنواع الصحيفة التي تقدّمها وسائل الإعلام المختارة (خبر، تقرير، مقال رأي، تحقيق، كاريكاتير، زاوية، حوار، برامج حوارية، تغطيات ميدانية).
    • اللغة: العربية والكردية.
  • معدل الوصول والمتابعة: يعتبر الوصول والمتابعة من المعايير الأساسية التي تم الاسترشاد بها لاختيار عينة البحث من وسائل الإعلام، خاصة في الفترة التي يشهد فيها الفضاء الإعلامي السوري تدافعًا إعلاميًا غير مسبوق، وانفجارًا إعلاميًا لوسائل كان من الصعب إحصاؤها في بعض الأوقات، وتم الاسترشاد بمجموعة مؤشرات تؤكد على وصول هذه الوسائل إلى نسبة جيدة من الجمهور السوري ومتابعتها من قبله، والتفاعل مع محتواها الإعلامي، وهي:
    • مؤشرات إحصائية: (أعداد الزيارات، نسب المتابعة والمشاهدة، معدل التفاعل، التصنيفات المواقع الإحصائية المختصة بالمواقع الإلكترونية.)
    • دراسات وبحوث وتقارير إعلامية منشورة.
    • ترشيحات خبراء في الإعلام.
  • وتستثني العينة محل الرصد المنافذ الإعلامية:
    • الناطقة باسم أحزاب سياسية أو جماعات دينية، والتي تصرح بشكل رسمي وعلنيّ عن انتمائها لحزب سياس ي أو جماعة دينية أو فصيل عسكري معين عبر معرفاتها الرسمية.
    • المتخصصة في موضوع واحد (مثل: الفنية والطبية والتكنولوجية.)
    • التي لا يمكن الوصول إلى نسخة مُسجّلة من محتواها، لما يترتب على ذلك من صعوبة تحقيق الرصد ومراجعته.
    • في حال كان للمؤسسة الإعلامية الواحدة أكثر من منفذ إعلامي (موقع إلكتروني، إذاعة، تلفزيون) فيتم اختيار منفذ واحد باعتباره ممثلًا لسياسة المؤسسة وخطها التحريري.

الهوامش:

1. أصدر المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في إطار دفاعه عن حرية التعبير للأشخاص والمؤسسات مجموعة من الإصدارات منها: حالة “الإعلان والحريات الصحفية – سورية 2008-2009 صمت الأقلام وضجيج الرقابة “وحالة” الإعلام وحرية التعبير في سورية 2006″ وحالة “الإعلان وحرية التعبير: سورية 2007-عام من الرقابة الحديدية” و”إعلام ضد المواطنة: حالة الإعلام والحريات الصحفية في سورية عامي 2010-2011″.

2. تمثلت أداة البحث في استمارة للرصد تم تصميمها وفقا لمتطلباته، وبالاعتماد على المقاربة المنهجية التي اعتمدها كلٌ من:

3. د. أحمد بن مرسلي (2005)، مناهج البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال، الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، ص: 170.

4. للاطلاع أكثر على معايير اختيار وسائل الإعلام محل الدراسة، راجع الملحق رقم ().

5. المرجع السابق، ص: 165.

6. للاطلاع على معايير اختيار الوسائل الإعلامية الخاصة بالدراسة، وجدول بالوسائل المختارة انظر الملحق رقم 1.

7. Syria Media Map, Institute for War and Peace Reporting, 2013, https://iwpr.net/sites/default/files/download/publication/iwpr_syria_media_map.pdf

8. Syria Audience    Research       2016,         Free       Press    Unlimited,      2016, https://www.freepressunlimited.org//sites/freepressunlimited.org/files/audience_research_syria_2016.pdf

9. Lorenzo Trombetta, Syria-Media Landscape, Media Landscapes, 2018, https://medialandscapes.org/country/pdf/syria

    10: Antoun   Issa, Syria’s      New     Media Landscape. Independant Media            Born   out     of War, Middle East Institute, December      2016,  https://www.mei.edu/sites/default/files/publications/PP9_Issa_Syrianmedia_web_0.pdf

11. للمزيد حول معايير اختيار الوسائل الإعلامية الخاصة بالدراسة، وجدول بالوسائل المختارة انظر الملحق رقم 1.

12. Syria Audience Research, 2016, Free Press Unlimited, Media cooperation and translation and Global forum for media development: available at https://www.freepressunlimited.org//sites/freepressunlimited.org/files/audience_research_syria_2016.pdf

(*) يُنشر بإذن خاص من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

https://bit.ly/3RzIfsG


 

 

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
المقالات: 1